الهجرة , القــــروية
الهجرة هي أن يترك شخص او جماعة من الناس مكان إقامتهم
لينتقلوا للعيش في مكان آخر ، وذلك مع نيّة البقاء في المكان الجديد لفترة طويلة ،
أطول من كونها زيارة أو سفر. و من أهم أنواعها ظاهرة الهجرة القروية التي تمزق
النسيج الأسري للكثير من المجتمعات العربية والعالم الثالث، فقضية الهجرة إلى
المدينة قضية عالمية، وإن كانت مدن العالم تتفاوت في ضغط المهاجرين عليها, وكنا
نظن قبل سنوات ان مدننا سوف تكون بمنأى عن تلك المشكلة ولكنها في السنوات الأخيرة
عانت من كثرة الوافدين، فالمدن تستقبل في كل عام أعدادا كبيرة من سكان القرى، حتى
ان أحياء نشأت في أطراف المدينة لا يقطنها إلا الوافدون من القرى.
أنواع الهجرة
1.هجرة
داخلية
هي الهجرة التي تتم داخل حدود الدولة بصرف النظر عن
المسافة التي يقطعها المهاجر , فقد تكون انتقالاً من مسكن إلى آخر داخل الحي
الواحد أو المدينة الواحدة أو مدينة أخرى أو من الريف إلى الحضر , أو من المناطق
المأهولة إلى المناطق غير المأهولة لتعميرها , والهجرة الداخلية في معظمها تتم في
إطار مسافات قصيرة نسبياً فمن أسبابها ما هو من :
1- صنع
الطبيعة:
مثل الجفاف والتصحر وفقدان المرعى والغطاء النباتي
2- بصنع يد
الإنسان:
مثل ظروف الحروب ,الاضطرابات الأمنية ,القهر السياسي ,
تردي الأحوال الأقتصادية والمعيشية.
2.الهجرة
الخارجية: هجرة الادمغة
دعا أكاديميون وعلماء عرب الجامعة العربية إلى إنشاء مكتب
خاص لدرس العوامل التي تؤدي إلى \"هجرة العقول\"، وإلى إيجاد الطرق
الجادة والفعالة للـحد من هذا النزيف. كما طالب هؤلاء بإنشاء وزارات خاصة بشؤون
المغتربين في بعض العواصم العربية.
وجاءت الدعوة، خلال مؤتمر علمي احتضنته جامعة عجمان،
بالتزامن مع دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية في الإمارات، تشير إلى
ان الدول العربية تتكبد خسائر مذهلة لا تقل عن 200 بليون دولار سنوياً، بسبب ما
يعرف بـ \"هجرة العقول العربية\" إلى الخارج.
وحذر تقرير أعدته الجامعة العربية أخيرا من مخاطر هجرة
العقول العربية إلى الدول الغربية، معتبرا هذه الظاهرة بمثابة الكارثة ، إذ قدرت
الجامعة عدد العلماء والأطباء والمهندسين ذوي الكفاءات العالية من العرب في بلاد
الغرب بما لا يقل عن 450 ألفاً.
وأشار العلماء إلى أن المجتمعات العربية أصبحت بيئات
طاردة للكفاءات العلمية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم ظاهرة هجرة العقول والأدمغة
العربية إلى الخارج وأظهرت الدراسة التي أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية
أن نحو 5.4 في المئة من الطلبة العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى
أوطانهم وان 34 في المئة من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب، وان نسبة 75
في المئة من الكفاءات العلمية العربية المهاجرة تتوجه إلى ثلاث دول هي: الولايات
المتحدة وبريطانيا وكندا
أسباب الهجرة
إقتصادية
مهنية
سياسية
الظلم والإضطهاد، بما فيه التمييز العنصري والتطهير
العرقي.
التقاعد (هجرة بسبب وجود الثروة أو للبحث عن مكان أرخص
للحياة)
أسباب عاطفية (جمع شمل العائلة مثلا).
أسباب شخصية (محبة بلد آخر مثلا).
نتائج الهجرة
اولا ـ تغير حجم السبوبة :
يتحدد في اتجاهين متضادين .أحداهما في زيادة سكان المدن
المستقبلة والأخر في تناقص عدد سكان الريف . الهجرة والنمو الحضاري بحيث يختلف نمط
المهاجرين حاليا عن النمط القديم ... كانوا قديما عمالا غير مهرة او خدما في
المنازل .. اما حاليا فهم عمال انتاج ومتخصصون احياننا في بعض الاعمال الفنية .
كما ترتب علي النمو الحضري الهائل للمدن نقص الخدمات الرئيسية بصفة عامة, نشأة
المدن الصفيح (اكواخ), اختلاف عدد سكان المدينة ليلا عن نهارا ،وفود الي المدينة
اعداد كبيرة من سكان المناطق المجاورة للحصول علي احتياجاتهم, زيادة البطالة
ومعدلات الانحراف, ظاهرة ظاهرة التحضر الزائف مجرد التغير في محل الاقامة دون
التغير في العادات والتقاليد ومستوي المعيشةانا السكنان يكون متغير من مكان لالى
مكان ومن ساعة إلى دقيقة
ثانيا ـ نتائج اجتماعية:
1- انتشار
العديد من الجرائم ، ممارسة القرويين لعادتهم التي لاتتفق مع الحياة الحضرية,
انتشار مدن الصفيح ، وهي بؤر فاسدة اجتماعيا و تكدس المهاجرين في احياء مزدحمة
تفتقر الي التخطيط الهندسي
2- اختلاف
التركيب النوعي ، وارتفاع نسبة الاناث في الارياف, عدم وجود فائض من الاستثمارات
يوجه الي تطوير الريف وخاصة في الدول النامية ، وهذا يساعد علي زيادة تخلفة
ومعاناته من نقص الخدمات
و للحد من هذه الافة التي تأرق المجتمع يجب البحث عن حلول
جذرية لاستئصال هذه الظاهرة من جذورها ففي البادية مثلا يجب: توجيه الاهتمام لها
بتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية و استغلال خدمات البيئه في اقامة صناعات محلية
صغيرة اضافة إلى تحسين ظروف الحياة الريفية و تحسين اسلوب العمل الزراعي باتباع
الطرق العلمية لزيادة الانتاج .اما في المدينة فيجب التخيف من مركزية الادارة و عدم
تركيز الخدمات الصحية والثقافية والترفيهية بها اضافة إلى التخفيف من تركيز
الجامعات و الصناعات الحديثة في العاصمة .
الخاتمة:
يتوجه معظم المهاجرين في عالمنا إلى الدول الغنية وفي
مقدمتها دول شمال أمريكا واستراليا والاتحاد الأوروبي. ويعود اختيارهم لهذه البلدان
إلى سعيهم لإيجاد فرصة عمل تساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي. غير أن غالبيتهم
تعاني هناك من صعوبات كثيرة على صعيد الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة وفي سوق العمل
فيها. ويبرز من بين هذه الصعوبات ضعف مستوى التأهيل مقارنة بالمستوى السائد في
الدول الصناعية الغنية. ويزيد من تعقيد الأمور ظاهرة التمييز العلني والمبطن ضد
المهاجرين وأبنائهم بسبب ازدياد حدة البطالة في هذه الدول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق