العنف
العنف هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس أو ضد أي شخص آخر
بصورة متعمدة أو إرغام الفرد على إتيان هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما
تعرض له من أذى. وتشير استخدامات مختلفة للمصطلح إلى تدمير الأشياء والجمادات (مثل
تدمير الممتلكات). ويستخدم العنف في جميع أنحاء العالم كأداة للتأثير على الآخرين،
كما أنه يعتبر من الأمور التي تحظى باهتمام القانون والثقافة حيث يسعى كلاهما إلى
قمع ظاهرة العنف ومنع تفشيها. ومن الممكن أن يتخذ العنف صورًا كثيرة تبدو في أي
مكان على وجه الأرض، بدايةًً من مجرد الضرب بين شخصين والذي قد يسفر عن إيذاء بدني
وانتهاءً بالحرب والإبادة الجماعية التي يموت فيها ملايين الأفراد. وجدير بالذكر
أن العنف لا يقتصر على العنف البدني فحسب
أنواع وأسباب العنف
الإيذاء البدني:
تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى اجماع
تعريف موحد للإيذاء البدني، إلا أن أحد الأساتذة قد عرفه، بأنه الأذى الفعلي أو
المحتمل وقوعه على الطفل أو التعاون في منع حدوثه، بالإضافة إلى تسميم الطفل
المتعمد، أو خنقه.
وعموماً يمكن القول إن الإيذاء البدني للطفل هو أي نوع من
أنواع السلوك المتعمد، الذي ينتج عنه إحداث الضرر والأذى على جسم الطفل، والممارس
من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو الآخرين المحيطين بالطفل أو من غرباء عن الطفل،
والموجه نحو أحد الأطفال في الأسرة أو كلهم، سواء كان في صورة عمل يتسبب في إحداث
ألم للطفل (كالضرب أو الحرق أو الخنق أو الحبس أو الربط)، أو أي أعمال أخرى غير
مباشرة من الممكن أن تسبب في حدوث ضرر للطفل (كعدم توفير العلاج له أو إيقافه عنه،
أو عدم إعطاء الطفل غذاء كافياً).
الإيذاء النفسي:
اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من الإيذاء، فهناك
من يطلق عليه الإيذاء النفسي، أو الإيذاء العاطفي، ويشير البعض إلى أن الإيذاء
النفسي، يتضمن التهديد، أو التخويف، أو الإيذاء اللفظي، أو المطالبة بالقيام
بأشياء غير واقعية.
ويعرف بعض الأساتذة، الإيذاء النفسي للطفل بأنه "أي
سلوك أو عمل متعمد، يصدر من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو الآخرين المحيطين
بالطفل أو من غرباء عن الطفل، تجاه أحد أو كل الأطفال في الأسرة، ويتسبب في إحداث
أي نوع من أنواع الضرر والأذى للطفل، وذلك بإتباع الأساليب التي تسبب ألماً نفسياً
للطفل كالسخرية منه، أو إهماله، أو نبذه، أو تهديده، أو تخويفه، أو توجيه العبارات
الجارحة له، أو معاملته معاملة سيئة، أو التفرقة بينه وبين أخوته أو حرمانه من
العطف والمحبة والحنان، إلى غير ذلك من الأعمال التي تتسبب في الأذى النفسي للطفل
كنتيجة لها"
الإيذاء الجنسي:
يعرف الإيذاء الجنسي للطفل بشكل عام بأنه أي اتصال قسري،
أو حيلي، أو متلاعب مع طفل، من خلال شخص أكبر منه سناً (أي أكبر منه بخمس سنوات
فأكثر)، بغرض تحقق الإشباع الجنسي للشخص الأكبر منه سناً. كما يعرف بأنه الاستغلال
الجنسي الفعلي أو المحتمل للطفل أو المراهق..
علاج العنف
ظاهرة العنفالأطفال أو النشء الصغير بوجه عام هم أكثر العناصر
البشرية تأثراً بهذه الظاهرة، فإذا تعلم الطفل في صغره أو شاهد سلوكاً غير حميد
يؤثر عليه بالسلب فيما بعد وفيما يتبعه من أنماط في حياته. لماذا لا نرفض العنف
ونعلم أطفالنا وأجيالنا الجدد كلمة أخرى نضيفها إلي جانب هذه الكلمة
"العنف" وهى "عدم" التي تعطي معني انعدام الشيء وعدم تواجده
أو أن نستخدم المعني المضاد لها وهو السلاسة والتعامل مع الأمور بحكمة وهدوء؟ وأظن
أن الإنسان الذي يلجأ إلي العنف هو إنسان ضعيف في اللغة يحتاج إلي تعلم كلمات
جديدة ... "بمعني آخر يحتاج إلى دروس لكى يتعلمها"
- أولاً الدرس
الأول: لابد وأن يتعلم النشء الصغير من خلاله كلمة جديدة هي "عدم العنف"
مع تقديم شرح وافٍ لهذه الكلمة أي علي الأقل تفسير مبسط حتى يستطيع التعامل معها
وتكرارها. ومعني هذه الكلمة "رفض استخدام الاعتداء الشفهي أو الجسدي الذى
يسود ويسيطر علي تعاملاتنا اليومية مع كافة الأشخاص. كما تعني هذه الكلمة أيضاً حل
الصراعات التي توجد من حولنا بكافة مشاكلها وأنماطها، ففي المنزل مثلاً نجد
استخدام العنف المتمثل في العقوبة الجسدية التي يمارسها الآباء علي أبنائهم (ضرب
الأطفال). وينطوي عدم استخدام العنف أيضاً علي أن نتعلم ونمارس السيطرة علي النفس
وإلا سنفقد أعصابنا في أى موقف نتعرض فيه للضغوط.
- ثانياً
الدرس الثاني: كيفية تجنب العنف مع أبنائنا من خلال دراسة الأسباب المؤدية لذلك،
لأنه للأسف يستخدمه العديد منا علي أنه إحدى وسائل التسلية والمتعة.
1- لابد من
إيلاء اهتمام كبير لوسائل الترفيه والتسلية التي تعلم الأبناء العنف فدائماً نجد
أن القصص التي تقدم في أفلام الأطفال عبارة "عن خير وشر" أي أنه هناك
شخص شرير يحارب شخص خير وتدور أحداث القصة في الصراع الذي يدور بينهما ولا يتم
الانتصار علي هذا الشخص الشرير إلا من خلال العنف.
2- ألعاب
الفيديو "الفيديو جيم" كما يطلقون عليها، يكون مضمونها أيضاً بطل ما
يحارب عدو له إلي أن ينتصر عليه، وإذا لم يخوض البطل أية معارك خلال اللعبة ستجد
بعض الإيماءات التي تدل علي الشر والصراع مثل: ضحكات الشر، وكلمات التهديد فالعنف
ليس جسدي فقط وإنما معنوي أيضاً، فلابد أن نعلم أبناءنا عدم التجرد من الصفات
الإنسانية.. فأنت تعلمهم منذ الصغر علي السلوك الحميدة ثم تجد من يهدمها!!
3- القصص أو
الكتب التعليمية التي تحتوي علي سرد الأحداث المليئة بالحروب دون ذكر أوقات السلم
أو تجاهل الجهود السلمية الناجحة بدون استخدام الحروب في حل الصراعات.
4- ممارسة
الرياضة العنيفة هي أيضاً من أحد الأسباب التي تدمر أجسامنا ولا تساعد علي بنائها.
5- انتشار بعض
العادات السيئة مثل: شرب الكحوليات، تدخين السجائر، أو إساءة استعمال العقاقير
يساهم في انتشار العنف وخاصة بين الشباب أو النشء الصغير لأنها تخرج الإنسان عن
شعوره وتذهب بعقله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق