أهم وظائف الأسرة
أولاً / الوظيفة البيولوجية :
تنحصر في الإنجاب و حفظ النوع وتحديد أو تنظيم النسل وقد
تكفلت الفحوصات المتخبرية بإيجاد العلاج المناسب لخلق لبنة أسرية نقية خالية من
الأمراض و العاهات الوراثية ومبنية على التجاذب الجيني و التجانس البيولوجي واختيار
الأصلح للأصلح .
ثانباً/ الوظيفة النفسية :
إن تزويد أفراد الأسرة بالإحساس بالأمن والاستقرار
والتوافق النفسي من أهم الوظائف من خلال معالجة المشكلات وحلولها , وتنمية الثقة
بالذات , وإعطاء كل فرد شعورا بقيمته وأهميته في الأسرة لأن إحساس الأبناء بالحب يحميهم
من أي انفعال عاطفي طائش ربما يعرضهم للهلاك كما أن الجو العام الذي يعيش فيه
الأبناء من تقبل أو رفض و محبة أو جحود وفتور كل هذا يطبع علامات على شخصيتهم .
ثالثا / الوظيفة التربوية :
تقع مسؤولية تربية الأبناء على الوالدين في المرتبة
الأولى والتربية في معناها الشامل لا تعني توفير الطعام،والشراب،والكساء،والعلاج
وغير ذلك من أمور الدنيا ،بل تشمل كذلك ما يصلح الإنسان ويسعده منها غرس القيم
والفضائل الكريمة والآداب والأخلاقيات والعادات الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد
وتحثه على أداء دوره في الحياة , ومنها غرس مفاهيم حب الوطن والانتماء وترسيخ
معاني الوطنية في أفئدة الأبناء بالتضحية والدفاع عنه , ومنها أيضا التخطيط الجيد
أثناء الإجازات والعطل الصيفية للاستفادة من أوقاتها فيما يعـود بالنفع على الفرد
والأسرة والمجتمع من خلال توجيه طاقاتهم إلى البرامج العلمية النافعة،والدورات
التدريبية المفيدة،و ممارسة الرياضة البدنية , ومنها إبعادهم عن المواد الإعلامية
المضرة ، وتقديم البديل النافع لهم من الوسائل المسموعة أو المرئية،أو المكتوبة ,
ومنها إبعادهم عن رفاق السوء فمعظم الجرائم،وتعاطي المخدرات،والانحراف الفكري يقف
خلفه رفاق السوء. ويرى كثير من الآباء والأمهات أن دورهم في تربية أولادهم ينتهي
عند بلوغ الولد أو البنت سناً معينة فيتركهم أو يهملهم ظناً أن الأولاد قد كبروا
في السن ولا يحتاجون إلى توجيه ومتابعة،وهذا خلل في التربية ينتج عنه مشاكل لا
تحمد عقباها فمسؤولية الأبوين لا تنتهي مهما كبر الأبناء لأنهم في حاجة دائما الى
التوجيه والنصح والإرشاد ولا غنى لهم عن خبرات وتجارب كبار السن .
رابعاً ً / الوظيفة الاجتماعية :
تعليم الأبناء الكيفية السليمة للتفاعل الاجتماعي وتكوين
العلاقات الاجتماعية من خلال ما يتعلمه الأبناء في محيط الأسرة من أشكال التفاعل
الاجتماعي مع أفراد الأسرة وعلى الأسرة تكييف هذا التفاعل وضبطه على النحو الذي
يتوافق مع قيم المجتمع ومثله ومعاييره بما يجعلهم قادرين على التفاعل مع الآخرين
في المجتمع . لأن العلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع فيها كثير من الاعتماد المتبادل
ولا يمكن لأحدهم أن يستغني عن الآخر فالأسرة ترعى شئون الأفراد منذ الصغر والمجتمع
يسعى جاهداً لتهيئة كل الفرص التي تمكن هؤلاء الأفراد من أداء أدوارهم الاجتماعية
وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق مع أهداف المجتمع. هذا التكامل الاجتماعي
المشترك يتطلب إمداد الأبناء بالاتجاهات والمهارات اللازمة للعمل بفاعلية في خدمة
المجتمع كالتطوع في الأعمال الخيرية لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة , او دعم
الجمعيات والنشاطات الاجتماعية من خلال تشجيع الأهل لأطفالهم وإشراكهم في المناسبات
وغرس حسن التصرف والسلوك لدى الأبناء وتربيتهم وتلقينهم ثقافة المجتمع وتقاليده
وتهيئتهم لتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية على أكمل وجه فبفضل الجو الأسري والمحيط
العائلي والبيئة المجتمعية تنتقل إلى الناشئة تقاليد أمتهم ونظمها وأعرافها بل
وعقائدها وآدابها وفضائلها وتاريخها فإذا وفقت الأسرة في أداء هذه الوظيفة
الاجتماعية الجليلة حققت البيئة الاجتماعية آثارها البليغة في المجال التربوي .
فالأبناء في كثير من الأحيان يتخذون من آبائهم وأمهاتهم وبقية أفراد الأسرة القدوة
والمثل الأعلى في السلوك لذا يجب أن يكون أفراد الأسرة خير قدوة للأبناء بالتزامهم
معايير المجتمع والفضائل والآداب الحسنة .
خامساً / الوظيفة الاقتصادية :
إن توفير الدعم المادي لما يضمن حياة كريمة لأفراد الأسرة
يأتي من خلال التخطيط للدخل والإنفاق بما ينفعها , وكذا تأمين المستقبل بتوفير جزء
من الدخل .
سادساً / الوظيفة العقلية :
يقول علماء النفس أن الأهل هم المعلم الأول للطفل يتعلم
منهم السلوك واللغة والخبرات والمعارف , ويتعلم منهم كيف يكون التعلم والاختبار
وحل المشكلات , ومن الأهل يحدد الطفل موقفه إما ان يصبح محبا للتعلم وتحصيله
والإقبال عليه , او يكون كارها له غير آبه به ...... وكم يكون جميلا لو توصلنا الى
منهج ملائم ومناسب نسير عليه للوصول الى هذه الغاية ويصلح لكل الآباء وكل الأطفال
, ولكن يبدو انه ليس من السهولة بمكان أن نجد نظاما يصلح لكل الناس في كل زمان
ومكان .
إما أن التعقيد الملموس في جوانب الحياة جعلنا نحيا على
صدى الذكريات ونتشمم أريج الماضي , ثم نعيد صياغته بصور ثلاثية الأبعاد تفتقر إلى
روح الحياة والحب ودفء الماضي , أو أن هذه المنظومة بدأت تتلاشى قوانينها أمام
إعصار الإعلام والغزو الفكري المتجذر في مناهج الوطن العربي وأطره الأيدلوجية ..
من المتعارف عليه أننا نعيش في مجتمع ما بعد التصنيع وهذا يدفع بنا إلى تجربة
أنواع جديدة للأسرة ومفاهيم متنوعة لطريقة التعايش داخل الأسرة وتغير أسرع للقيم و
المفاهيم . والسؤال الذي نتجاهل وجوده هو هل سيتضخم مفهوم الأسرة لدينا في
المستقبل ؛ فكلما تضخم حجم مجموعة ما كانت أولى بأن تنقسم إلى فئات متعددة القيم
والمفاهيم , وما هي قيم الأسرة التي يتوقع أن تحملها وتدافع عنها ؟ وما مدى
الحصانة الفكرية والعقدية والنفسية التي تقينا التفتت الأسري ؟؟ وهل يفترض بنا أن
نضع معايير وعناصر للأسرة من أجل ثباتها ومن أجل تعزيز الثقة فيها , ام التعامل
معها تلقائيا وحسب الأحداث ؟؟؟ ثم هل نحن في الطريق لاستحداث شكل جديد من أشكال
الأسرة او سوف نستمر في التفكير بالأسرة بالمصطلحات التقليدية نفسها . ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق