الفينو مينولوجيا
الفينو
مينولوجيا او الظواهرية هي الفلسفة التي اقامها الفيلسوف الالماني ادموند
هوسرل (1859 ــ 1938)، على اساس الشعور المجرد (المحض) وذلك لكونه المجال المحايد
للمعرفة اليقينية، ولأتصافه بصفة القصدية (Intentionnalite) دائما
وبالضرورة، وهذه الصفة جوهرية واساسية في الفلسفة الظواهرية، فمن خصائص الشعور انه
يتجه (قصدا) الى الاشياء التي تواجهه وذلك من اجل ان يدركها فيحولها الى (ظواهر
ذات طبيعة ماهوية ثابتة)، تكون هي الاساس التي تبدأ منه كل معرفة يقينية)، فكرة
(قصدية الشعور) استعارها هوسرل من استاذه الفيلسوف وعالم النفس النمساوي فرانس
برنتانو (1838 ــ 1916) الذي اشار اليها في واحد من اهم كتبه وهو (كشف النفس) وهو
محاولة من جهة برنتانو لوضع (تخطيط منطقي للتصورات الذهنية بأعتبارها تمهيدا
ضروريا لأي علم نفس تجريبي)، وقد جاءت الاشارة الى القصدية من طرف برنتانو في
اكثر فكرة وافق عليها هوسرل، ولعل اهمها هي الفكرة التالية لبرنتانو: (حالات العقل
الرئيسية ينبغي ان توصف اساسا بما لها من (مهمة قصدية)، او الاتجاه ــ نحو ــ
الاشياء، لان جميع الحالات هي حالات (عن) اشياء (سواء أكانت حقيقية ام غير
حقيقية)، وان حالات العقل المختلفة هي حالات عن موضوعاتها بأشكال متباينة). تاثير
برنتانو على هوسرل كان هائلا، فقد درس هوسرل على يديه (علم النفس القصدي)، ان ظهور
كتاب هوسرل (افكار لتأسيس فينو مينولوجيا خالصة ولفلسفة فينو مينولوجية) قد احدث
تغيرا هائلة تعادل الانقلاب في علم النفس الذي كان يهيمن عليه (المنهج الطبيعي)
الذي يحوله الى علم تجريبي، مهمة الفينو مينولوجيا هي العثور على تكوين الشعور
الباطني في علم النفس: (وذلك لان الفينو مينولوجيا علم للشعور الباطني قائم على
تحليل المعاني بأعتبارها ماهيات تدرك بالحدس في رؤية واضحة، ومن ثم تصبح شرطا لقيام
علم النفس بل ولقيام كل علم انساني.فإذا كانت العلوم الرياضية ــ خاصة الهندسة ــ
قد نجحت في العثور على بناء عقلي للطبيعة على يد (غاليلو) فمهمة الفينو مينولوجيا
هي العثور على تكوين الشعور الباطني في علم النفس). (سارتر، تعالي الأنا موجود
الأنطولوجية Ontology أو علم الوجود، أحد مباحث
الفلسفة، وهو العلم الذي يدرس الوجود بذاته، الوجود بما هو موجود، مستقلاً عن
أشكاله الخاصة، ويُعنى بالأمور العامة التي لا تختص بقسم من أقسام الوجود، الواجب
والجوهر والعرض، بل تعمم على جميع الموجودات من حيث هي كذلك، وبهذا المعنى فإن علم
الوجود معادل للميتافيزيقا[ر] أو ما بعد الطبيعة metaphysique. فهو نسق من التعريفات
الكلية التأملية في نظرية الوجود عامة. وكان أرسطو[ر] في القرن الرابع ق.م، أول من
أدخل مفهوماً عن مثل هذه النظرية التي عنى بها العلم حول أعم قوانين الوجود «علم
الوجود بما هو موجود».
يعود مصطلح الأنطولوجية إلى أصل يوناني من onto
وتعني الوجود، وlogie أي العلم. وقد ورد هذا المصطلح أول مرة سنة
1613، في القاموس الذي ألفه رودولف غوكلينيوس Rudolf
Goclenius.
وأول من استخدم هذا المصطلح عنواناً لكتاب هو كريستيان فون وولف (1679-1754) hristian Von Wolff، في القرن الثامن عشر. ولا تكمن صعوبة تحديد مجال الأنطولوجية في
حداثة المصطلح وحدها وإنما ترجع إلى الشكوك التي ترافق كلمة الوجود منذ أن
استخدمها بَرمنيدس[ر] Parménide وقد حاول أفلاطون أن يبحث عن الوجود الثابت
والخالد في المُثُل ideas، مضحياً بالوجود الحسي المتغير والزائل. ومع أن
أرسطو لم يوافق أفلاطون على التجريد الذي تتصف به المُثُل فإنه ربط كأستاذه الوجود
بالمعرفة، بل أصبح تعريف الوجود لديه مدخلاً لكل علم ممكن.
وإلى جانب الصعوبات اللغوية التي تثيرها كلمة الوجود في
اللغة اليونانية وكذلك في اللغة اللاتينية واللغات الأوربية، فإن مفهوم الوجود
ومعناه يثيران مع تقدم العلم إشكالات جديدة. ويذهب بول ريكور إلى عَدّ السؤال
المنصبّ على الوجود سؤالاً متجدداً، ينهل من معين لا ينضب، لأن السؤال يظل أبداً
أكبر من كل الإجابات.
نجت فلسفة أفلاطون من مشكلة التفريق بين الوجود والماهية essence
التي ابتكرها أرسطو لاحقاً، وقد ورث الفلاسفة العرب المسلمون هذه المشكلة، مشكلة
أصالة الماهية والوجود، عن الفلسفة اليونانية، وخضعت لها فيما بعد الفلسفة الوسيطة
في الغرب اللاتيني.
في البداية، لاحظ أرسطو أن «الوجود يقال على أنحاء
متفرقة»، واضطر إلى التفريق بين الوجود والماهية للوصول إلى ما هو «جوهر» في
الأشياء وما هو «عرض». كذلك فرق بين الوجود بالفعل وبين الوجود بالقوة، وتوصل إلى
أن الفلسفة الأولى هي التي تتناول بالدراسة «الجواهر المفارقة للمادة»، وأعلى
أنواعها الجوهر الأول، الله.
وأهم الصعوبات التي تعرضت لها الأنطولوجية في الحقبة
اليونانية تعود إلى الاستخدام غير الدقيق لفعل الكون être. فمنذ أن وضع أرسطو فعل
الكون في كل مكان (بدلاً من أي فعل)، اضطر المناطقة إلى التفرقة بين وظيفة فعل
الكون بوصفه رابطة منطقية من جهة وبين المعاني اللغوية العادية من جهة أخرى. فقد
رأى كَنت[ر] في القرن الثامن عشر أن هناك نوعين من استخدام فعل الكون، فإضافة إلى
استخدامه رابطة يمكن استخدامه «محمولاً» predicate كذلك فرق لالاند Lalande
حديثاً بين معنى مطلق لفعل الكون وبين معنى نسبي، ولكن هذا لم يمنع الفلسفة من
استخدام فعل الكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق