المراهقة باعتبارها جسر الانتقال من الطفولة إلى الشباب ومرحلة التحولات النائية الحاسمة تكسب علاقات الناشىء باقرانه ، وعلاقاته الاجتماعية بصورة عامة ، طابعاً خاصاً وتجعلها أكثر شمولاً وعمقاً ، وبانتهاء المراهقة والانتقال إلى مرحلة الرشد ينخرط المراهق في عالم الكبار ، ويصبح كل الراشدين أقراناً له .
تتزايد أهمية العلاقات الاجتماعية للناشىء بتقدمه من الطفولة إلى المراهقة وذلك بسبب تشعب تلك العلاقات من جهة ، وازدياد تأثيرها على مجمل حياته وسلوكه الشخصي من جهة ثانية .
إن أداء المراهق لدوره الجديد كرديف مكافىء لاشخاص
يختلفون عنه في العمر ، يتطلب تغييراً جذرياً في الدور السابق الذي اعتاد أن يؤديه
في طفولته ويرجع جانب كبير من عجز المراهقين عن تحقيق التغيير في الدور إلى
التعارض بين إنشغال المراهق في إجراء التغير المذكور ، وبين استمرار أهله في
معاملته وفي الحفاظ بصورة ما على تكاليفه السابقة ، والمراهق نفسه يتمزق بين
الرجوع إلى أهله طلباً للدعم العاطفي الذي اعتاد عليه طفلاً ، وبين الانطلاق في
مجاهل استقلاليته الواعدة التي يكتشفها خطوة خطوة ويميل الكثير من الباحثين لتعريف
النضج الاجتماعي بتعداد الخصائص التي يعتقد أنها تميز الفرد الناضج من الناحية
الاجتماعية ، فقدرة الفرد على تحمل المسؤولية هي المؤشر الاساسي للنضج الاجتماعي
وذلك على اعتبار أن القدرة على تحمل المسؤولية تتطلب من الفرد أن يهتم بالعالم
الذي يعيش فيه ويقوم بدوره الخاص في البيت ويسهم في الفعاليات الاجتماعية المختلفة
ويتجاوز المصلحة الشخصية الضيقة .
إن المراهق يتغير عن الطفل بنزوعه الواضح لممارسة التوجيه
لخصوصيات حياته أو لشؤونه الخاصة ويرادف النضج الاجتماعي ، بهذا المعنى القدرة على
الاختيار وعلى احتفاظ الفرد بالأشياء لذاته ، ولاشك أن المشاركة في الأنشطة
الاجتماعية المختلفة يمكن أن تكون مؤشراً هاماً للنضج الاجتماعي شريطة أن تكون هذه
المشاركة طوعية ونابعة من إرادة الفرد وليست نوعاً من الاستحواذ عليه .
ويغدو الاستحسان والتقبل الفتوي أشد القوى تأثيراً في شخصية الناشىء عند تحوله من الطفولة إلى المراهقة فالفئة التي ينتمي إليها الناشىء تؤثر تأثيراً كبيراً في تشكيل صورته عن ذاته ونظرته العامة إلى العالم ، وذلك لأثر فئة الاقران في تشكيل فكرة الناشىء عن العدل والظلم ، وفي تحديد ما يجب لبسه أو فعله أثناء أوقات فراغه وينظر المراهق عادة إلى تقبل فئة الاقران باعتباره غاية في ذاته ، فإذا تعرض للرفض من قبل تلك الفئة فقد يتحول إلى انسحابي أو معاكس وليس من المستبعد أن يمارس الكثير من ضروب السلوك غير السوي ، ومن المعلوم أن صحبة القرين للفرد مسرة في حد ذاتها ، وإن الاستحسان يعطيه تأكيداً بقيمته وأهميته ، وفي حالات عديدة يميل بعض الناشئة للتضحية بكل شيء في سبيل كسب الاستحسان والمحافظة عليه .
ويغدو الاستحسان والتقبل الفتوي أشد القوى تأثيراً في شخصية الناشىء عند تحوله من الطفولة إلى المراهقة فالفئة التي ينتمي إليها الناشىء تؤثر تأثيراً كبيراً في تشكيل صورته عن ذاته ونظرته العامة إلى العالم ، وذلك لأثر فئة الاقران في تشكيل فكرة الناشىء عن العدل والظلم ، وفي تحديد ما يجب لبسه أو فعله أثناء أوقات فراغه وينظر المراهق عادة إلى تقبل فئة الاقران باعتباره غاية في ذاته ، فإذا تعرض للرفض من قبل تلك الفئة فقد يتحول إلى انسحابي أو معاكس وليس من المستبعد أن يمارس الكثير من ضروب السلوك غير السوي ، ومن المعلوم أن صحبة القرين للفرد مسرة في حد ذاتها ، وإن الاستحسان يعطيه تأكيداً بقيمته وأهميته ، وفي حالات عديدة يميل بعض الناشئة للتضحية بكل شيء في سبيل كسب الاستحسان والمحافظة عليه .
وقد جردت صفات المراهق المحبوب ونظيريتها للمراهق المرفوض
من بعض أو سائر أعضاء فئة الاقران والقوائم المذكورة قد تكون مضللة لأن الشخص
بمجمله وليس بعض صفاته أو مجموعها ، وعلى أية حال فقد حددت الصفات التي ترتبط
بالمراهق المحبوب على النحو التالي : التعاطف مع الآخرين ، الحرية والعفوية ،
الحيوية ، المرح العدالة ، الروح الرياضية .
إلا أن المراهق الذي تتقبله فئته يجمع الناس معاً بطريقة
بناءة ، ويبدي اقتراحات جيدة بصدد مختلف الفعاليات ويستطيع التخطيط والتصميم ويبدع
حلولاً تساعد الفئة على استخدام الوقت بشكل مثير ، وأكدت أغلب الدراسات قيام فئة
من فئة الاقران لحب الشخص الرياضي وتقديره ، بصرف النظر عن الصفات السابقة .
وربما كان الناشىء الذي يتقبله اقرانه شخصاً سعيداً يتمتع
بحياته الفردية وعلاقاته الاجتماعية خلافاً لمن ترفضه فئته فيغلب الشقاء على حياته
الخاصة والاضطراب والتذمر على علاقاته الاجتماعية ، إلا أن من الصعب التأكيد بأن
الشعبية تقود صاحبها دوماً إلى السعادة .
وقد يعد التنافس مظهراً أساسياً للعلاقات داخل فئة
الأقران ولكل مراهق أسلوب في التنافس ، ينبعث من حاجاته الخاصة ويتحدد بالأهداف
التي يجهد لتحقيقها ولعل الناشىء عندما يبلغ سن المراهقة يعي جوانب كثيرة من
المكانة الاجتماعية والاقتصادية لأسرته ، فما أن يصلوا إلى سنتهم الدراسية الثامنة
أو التاسعة حتى يعوا دلالات الرموز الاجتماعية ، شأنهم في ذلك شأن الراشدين ولابد
من الاشارة أخيراً إلى أن لظاهرة تشابك اتجاهات الفرد نحو تحقيق ذاته إذ أنها تفرض
على المربي أن يتوخى الحذر التام في تعامله مع المراهق لما لهذه المرحلة من خطورة
تنعكس إيجاباً أو سلباً على الأسرة والمجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق