الخميس، 13 فبراير 2014

بروز العالم الثالث

تصفية الإستعمار و بروز العالم الثالث




ما هي مشاكل العالم الثالث و جهود التغلب عليها ؟
- ما هي أسباب و مراحل تصفية الاستعمار ؟

- ماذا عن حركة عدم الانحياز و باقي التكتلات الإقليمية ؟

مشاكل العالم الثالث وجهود التغلب عليها :

 عانت دول العالم الثالث من مشاكل التخلف وعدم الاستقرار السياسي :

 مشاكل اقتصادية : وتتمثل في ازدواجية الفلاحة ( تقليدية و عصرية) وضعف حركة التصنيع، وعجز الميزان التجاري، وتراكم الديون الخارجية، والتبعية الاقتصادية.

 مشاكل اجتماعية : منها ضعف مستوى عيش أغلب السكان ، وارتفاع نسبة الفقر والأمية، وعدم كفاية الأطر والخدمات الصحية ، ونقص وسوء التغدية.

مشاكل سياسية : عدم الاستقرار السياسي ، التدخلات العسكرية الأجنبية .


 أسباب ومراحل تصفية الاستعمار :

 ساهمت مخلفات الحرب العالمية الثانية في تصفية الاستعمار:

 أضرت الحرب العالمية الثانية اقتصاديا واجتماعيا وبشريا بالدول الاستعمارية، واستنزفت قواها العسكرية .

 كما أدت هذه الحرب إلى تزايد الاستغلال الاستعماري. في ظل هذه المعطيات ،انتقلت الحركات الوطنية في المستعمرات من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال ، ولجأت إلى أسلوب الكفاح المسلح بعد فشل العمل السياسي.

لإضعاف الدول الاستعمارية الكبرى، طرح الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.

 اهتمت هيأة الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار فأصدرت قرارا في هذا الشأن سنة 1960.
 في سنة 1955 انعقد مؤتمر باندونغ ( مدينة بأندونيسا ) للدول الأفروآسيوية ( الإفريقية الآسيوية ) الذي أصدر عدة قرارات منها : التأييد الكامل لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومعاداة الاستعمار، ومناهضة التمييز العنصري.

 مرت تصفية الاستعمار بعدة مراحل:

في مرحلة 1945-1947 : استقلت سوريا ولبنان ، كما استقلت بلدان العالم الهندي  :حيث ظهرت الحركة الوطنية الهندية بزعامة غاندي الذي دعا إلى مقاطعة المنتوجات الأجنبية والإدارة الاستعمارية ،والاعتماد على الإمكانات الذاتية ،والتعايش بين الطوائف الدينية .

في مرحلة 1948-1954 : استقلت ليبيا ومصر وبلدان الهند الصينية من بينها : الفيتنام حيث برز هوشي منه Hochi Minh كزعيم للمقاومة المسلحة متبعا أسلوب حرب العصابات.

في مرحلة 1955-1959 : استقلت بعض الدول الإفريقية وهي السودان، المغرب ، تونس .
في مرحلة 1960-1966 : استقلت أغلب دول إفريقيا السوداء بفضل كفاح الحركة الوطنية التي قادها بعض الزعماء من بينهم الزعيم الكونغولي باتريس  لومومباPatrice Lumumba  .

في المرحلة 1967-1975 : استقلت باقي دول إفريقيا السوداء ، كما استقلت إمارات الخليج العربي .

استنتاج : تلخصت نتائج تصفية الاستعمار في نشأة دول العالم الثالث وتأسيس حركة عدم الانحياز

 نهجت بعض دول العالم الثالث سياسات تنموية ناجعة :

 أقرت المكسيك وبلدان العالم الهندي ما عرف باسم "الثورة الخضراء" التي استهدف ضمان الأمن الغذائي لعدد السكان المتزايد وذلك باستغلال البحث العلمي لإنتاج حبوب مهجنة ذات إنتاجية عالية إلى جانب استعمال التقنيات والأساليب الحديثة والاهتمام بمشاريع السقي

 خلال الستينات والسبعينات من القرن 20 ، دخلت بعض بلدان العالم النامي مرحلة التصنيع  من بينها : كوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل . فشهدت هذه الدول نموا صناعيا سريعا وأصبحت منافسا خطيرا للدول الصناعية الكبرى

 حركة عدم الانحياز والتكتلات الإقليمية في العالم الثالث :

 تكتلت دول العالم الثالث سياسيا داخل حركة عدم الانحياز :

 وضعت اللبنات الأولى لحركة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ 1955 .وتعزز ظهور هذه الحركة بفضل جهود بعض الزعماء من أشهرهم الرئيس الهندي نيهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.

 بموجب مؤتمر بلغراد لسنة 1961، تأسست رسميا حركة عدم الانحياز التي قامت على خمس مبادئ هي: اتخاذ موقف محايد من الصراع الدائر بين الكتلتين - عدم الانضمام إلى أي حلف عسكري تابع لهما - عدم عقد اتفاقية ثنائية مع دولة كبرى - عدم السماح لدولة أجنبية بإقامة قواعد عسكرية فوق أراضيها - تأييد حركات الاستقلال الوطني.
 إلى جانب حركة عدم الانحياز ، شكلت دول العالم الثالث تكتلات إقليمية :

 إذا كانت دول العالم الثالث قد انخرطت كلها في حركة عدم الانحياز، فإنها في نفس الوقت انقسمت إلى منظمات إقليمية من أهمها:

- منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست سنة 1963 وضمت دول القارة الإفريقية

- منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست سنة 1972 وشملت بلدان العالم الإسلامي.

- جامعة الدول العربية التي تأسست سنة 1945 وتألفت من الدول العربية.

طرحت هذه المنظمات مجموعة من المبادئ والأهداف من بينها المساواة في السيادة بين دول الأعضاء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات  بالطرق السلمية ، والاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومناهضة الاستعمار ، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ودعم السلام والأمن الدوليين.

 خاتمة : رغم حصولها على استقلالها ، لا تزال دول العالم الثالث تعاني من التبعية ومشاكل التخلف الاقتصادي والاجتماعي.


ترشيد استعمال الماء

 أهمية الماء


ترشيد استعمال الماء

ونظراً لأهمية المياه فينبغي المزيد من التوعية بأهميتها والحفاظ عليها وترشيد استهلاكها والمحافظة على موارد المياه، ونظراً لأهمية المياه وشحها في المملكة فقد بُذلت جهود جبارة على المحافظة عليها، وتنميتها عن طريق بناء السدود، وإنشاء محطات التحلية، التي أصبحت تلبي معظم الاحتياجات. وعمت هذه المياه الكثير من المدن الساحلية والداخلية حتى صارت المملكة ثاني أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة بالعالم، وليكن كل منا قدوة في منزله، ومكتبه، والأماكن العامة للحفاظ عليها، والمهم التوعية والترشيد، للحفاظ على المياه، وحسن الاستفادة منها، وعمل برنامج للترشيد، والقضاء على التسرب من الشبكات، واستخدام المياه المحلاة للشرب وبعض الأغراض المنزلية، أما حدائق المنازل التي تستهلك اليوم طاقة كبيرة من المياه، وكذا الطرد الصحي وغيره، فيجب أن يكون مصادر مائية أخرى كحفر آبار في داخل المنازل، وعمل محطات تنقية، وخاصة في المنشآت السكنية الكبيرة لتنقية المياه واستخدامها لتلك الأغراض.


لا ريب أن ترشيد المياه عمل وطني وهدف إستراتيجي جدير بالاهتمام والتجاوب، فالحملة التي تقوم بها وزارة المياه لإيقاف الهدر للمياه في المنازل والمجتمعات السكنية والإدارات المتنوعة والمدارس كل ذلك جدير بالاهتمام وهو عمل يستحق التقدير والتجاوب والتعاون، تقديراً لشح المياه وقلة مصادرها، وينبغي التجاوب مع الوزارة بتركيب المرشدات في كل المباني، وإن ترشيد استخدام المياه وتنمية مصادرها تأكيد للأهمية على الحفاظ على الماء إذ إن الماء أساس الحياة وشريانها كما قال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}، فهو ثروة عظيمة ونعمة كبيرة، ولقد أوصانا الله تعالى بالحفاظ عليها قال تعالى{وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وجاءت السنة المطهرة بتوجيهات عظيمة نحو استعمال الماء وترشيد استهلاكه. ولقد أصبح موضوع الماء مهماً وحيوياً وتفاقم قضيته يوماً بعد يوم على المستوى العالمي، ولقد قيل إن حروب المستقبل ستكون على الماء. هكذا يرى الساسة والخبراء بأن المياه الأساس والمصدر الأول للحروب في المستقبل، ويلاحظ اليوم ارتفاع حرارة الأرض وتصحرها وجفاف كثير من ينابيع الأنهار ومصادر المياه.


الثروة المائية

إيجاد البدائل هو المطلوب لاستدامة هذه الثروة إضافة إلى تزايد الوعي لأهمية استخدامات المياه بشكل منظم ولابد من الاستمرار في التوسع بمشاريع معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة لري المزروعات والاستخدامات الصناعية الأخرى, وهذا يتطلب جهوداً كبيرة لتعميم ذلك على جميع المدن والبلدات.‏

الاهتمام بالمياه له خصوصية كونها تشكل عصب الحياة وخصوصاً أن منسوب المياه الجوفية يتناقص بسبب انخفاض معدلات الأمطار السنوية بشكل عام والتزايد السكاني الذي يتطلب توفير المياه للتجمعات السكنية التي يتم إنشاؤها, وتلك حالة مستمرة تتطلب واقعاً قوامه الاستفادة وإدارة الموارد المائية بشكل منظم,
ودائماً يتم رصد الاعتمادات اللازمة من أجل ضبط كميات المياه التي تهدر من دون إيجاد طريقة ناجعة للاستفادة منها إلى أقصى درجة من خلال بناء السدود والتأكيد على اعتماد أساليب الري الحديثة في الزراعة وفق آلية تجعل الجميع يقدم على ذلك عبر التجارب العملية والندوات التي تؤكد على ذلك, وتقديم القروض الميسرة في هذا الإطار إضافة إلى الدراسات المستمرة التي تتناول كل جديد, والمتابعة الحثيثة لتجديد شبكات المياه في جميع المناطق والتي استهلك البعض منها بفعل الزمن.‏

الذي جعلنا نتحدث في هذا الإطار هو برنامج التقنين للمياه في مدينة دمشق ويهدف إلى ضبط معدلات الاستهلاك قدر المستطاع, وهذا يعود إلى تدني مستوى الأمطار لهذا الموسم قياساً بالمواسم السابقة.‏

ويمكننا القول إن موضوع التقنين قد يعطي نتيجة على المدى القريب, ولكن لا ينهي المشكلة على المدى البعيد, وهذا يتطلب حلولاً جذرية بشكل أو بآخر.‏

الاهتمام بالثروة المائية والمحافظة عليها وتنظيم استخداماتها مسألة في غاية الأهمية, وجميع المجتمعات أو لنقل أكثرها والتي لديها فائض مائي بدأت بترشيد المياه وضبط معدلات الاستهلاك من خلال فصل مياه الشرب عن مياه الاستخدامات الأخرى إن كانت صناعية أو زراعية أو منزلية.‏


إن معالجة المياه والحد من هدرها والمحافظة على نظافتها بحاجة إلى جهود جماعية تكفل استدامتها لنا وللأجيال القادمة.‏

الطاقة

  

الطاقة هي المقدرة على القيام بشغل أي إحداث تغيير، وهناك صور عديدة للطاقة يمكن تحويلها من شكل لآخر بمساعدة أدوات بسيطة أو أحيانا تستلزم تقنيات معقدة:

 من الطاقة الكيميائية إلى الكهربائية عن طريق الأداة الشائعة البطاريات أو المركمات، أو تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة ميكانيكية وهذا نجده في محرك احتراق داخلي ، أو تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية ، وهكذا.



مصطلحات الطاقة وتحولاتها مفيدة جدا في شرح العمليات الطبيعية. فحتى الظواهر الطقسية مثل الريح، والمطر والبرق والأعاصير تعتبر نتيجة لتحولات الطاقة التي تأتي من الشمس على الأرض. الحياة نفسها تعتبر أحد نتائج تحولات الطاقة : فعن طريق التمثيل الضوئي يتم تحويل طاقة الشمس إلى طاقة كيميائية في النباتات ، يتم لاحقا الاستفادة من هذه الطاقة الكيميائية المختزنة في عملية التمثيل الغذائي للكائنات الحية والإنسان. ومن النبات ينتج الخشب وهو مصدر آخر للطاقة يرجع أصلها إلى الشمس

 منها الطاقة الحرارية والضوء (وهو طاقة كهرومغناطيسية)، والطاقة الكهربائية ، وطاقة الرياح (وهي طاقة حركة) ، وطاقة الأشعة السينية وطاقة أشعة جاما ، وغيرها.

ضمن سياق العلوم الطبيعية، الطاقة يمكن أن تاخذ أشكالا متنوعة : طاقة حرارية، كيميائية، كهربائية، إشعاعية، نووية، طاقة كهرومغناطيسية، وطاقة حركة. هذه الأنواع من الطاقة يمكن تصنيفها بكونها طاقة حركية أو طاقة كامنة ، في حين أن بعضها يمكن أن يكون مزيجا من الطاقتين الكامنة والحركية ، وهذا ندرسه في الديناميكا الحرارية.


وقد بينت نظرية النسبية لأينشتاين أن المادة والطاقة هما صورتان لشيئ واحد ، وعرفنا تكافؤ المادة والطاقة ، هذا الاكتشاف اكتشف أينشتاين عام 1905 وكتبه في النظرية النسبية الخاصة ، ويعبر عن تكافؤ الطاقة والمادة بمعادلته الشهيرة : E=mc2. هذا الاكتشاف الذي نتج عنه اختراع القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما عام 1945 وأنهت الحرب العالمية الثانية بين اليابان والولايات المتحدة. الانشطار النووي والاندماج النووي.



 استخدام الطاقة



الطاقة الكهربائية أحد المحركات الأساسية لنمو المدن والمراكز الحضرية وازدهارها، وهي المحرك الرئيس لمستويات التنمية المختلفة: الاقتصادية، والصناعية، والزراعية، والاجتماعية، وغيرها.

إسرافنا في الطاقة يتمثل في الاستخدام غير المرشد لمصادرها خاصة في القطاعين التجاري والصناعي ، ولذلك يجب أن يكون هناك آليات لترشيد الطاقة في هذين القطاعين، وتقليل نسب الاستهلاك، ورفع كفاءة فرص الاستخدام للاستفادة القصوى منها، كما لا ننسى دور المباني والمنازل السكنية في رفع نسب الاستهلاك للطاقة واستنفاد مصادرها، فمثلا تستهلك المباني 37 % من الطاقة العالمية، وفي الاتحاد الأوروبي تستهلك حوالي 40% ، وفي أمريكا حوالي 36 % ، وفي السعودية حوالي 60% ، حيث تشمل المباني: المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والمباني الحكومية، والفنادق، وقصور الأفراح، وغيرها من المنشآت.


إذن كيف نرشد في هذه الخدمة المهمة والضرورية والتي تُستنزف بشكل كبير في بلادنا في ظل غياب كود البناء؟ كيف نوفر كميات الطاقة المهدرة في ظل غياب التوعية بأهميتها ودورها في خدمة المجتمع؟ كيف توفر الطاقة المستنزفة في ظل عدم وجود قنوات لتوجيه المستخدمين لها، وإرشادهم للطرق الصحيحة للحفاظ عليها؟ كيف نوجه أنفسنا، وأهلينا، وطلابنا، وقطاعاتنا التجارية، والصناعية، نحو الحرص والاقتصاد في استخدام الطاقة الكهربائية؟


إن من واجبات ومسؤوليات وزارة المياه والكهرباء هو توعية المواطنين، ورفع درجة التثقيف بترشيد الاستخدام للكهرباء بطرق سهلة ومتاحة للجميع، بحيث توضع ملصقات صغيرة فوق مفاتيح أجهزة الإنارة، أو التكييف، يكتب عليها وفّر الطاقة، أطفئ الأنوار، أو جهاز التكييف، أو وضع أجهزة الترشيد الآلي للكهرباء كما هو معمول به في بعض مباني جامعة الملك عبد العزيز، دور الوزارة في القيام بمهامها في دعم الدعاية، والإعلان، والنشر في وسائل الاتصال المختلفة من أجل الوصول للفئة المستهدفة من المستهلكين وتوجيههم للاستفادة من الطاقة وذلك باستخدام الأجهزة الكهربائية الأقل استهلاكا للكهرباء، وتحفيزهم لاستخدامها، وأيضا تعويد الأبناء في المراحل السنية الصغيرة في الحفاظ على الطاقة بإطفاء الأنوار والمكيفات حال الخروج من المنزل أو بعد الانتهاء من المحاضرات.


إذا أردنا أن نحقق الترشيد الصحيح في الطاقة الكهربائية يجب أن نركز على الجانب التوعوي، ومطالبة المستهلكين في كل مناسبة بالترشيد، خاصة في أوقات الذروة وفي أشهر الصيف الحارة جدا، حتى نصل "إلى مفهوم التنمية المستدامة بإذن الله.

الوعي

تختلف مدلولات الوعي من مجال إلى آخر، ومن فيلسوف إلى آخر، فمنهم من يقرنه باليقظة في مقابل الغيبوبة أو النوم. ومنهم من يقرنه بالشعور فيشير إلى جميع العمليات السيكولوجية الشعورية. ويمكن أن نجمل الدلالة العامة للوعي فيما يلي: إنه ممارسة نشاط معين ( فكري، تخيلي، يدوي...الخ)، وإدراك تلك الممارسة. و يمكن تصنيف الوعي إلى أربعة أصناف وهي: 
1) الوعي العفوي التلقائي: إنه ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودا ذهنيا كبيرا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أي نشاط آخر. 
2) الوعي التأملي: إنه وعي يتطلب حضورا ذهنيا قويا مرتكزا في ذلك على قدرات عقلية كلية كالذكاء أو الإدراك أو الذاكرة. 
3) الوعي الحدسي: وهو الوعي المباشر و الفجائي الذي يجعلنا ندرك الأشياء أو العلاقات، أو المعرفة، دون أن نكون قادرين على الإدلاء بدليل أو استدلال. 
4) الوعي المعياري الأخلاقي: وهو الذي يسمح لنا بإصدار أحكام قيمة على الأشياء والسلوكيات بحيث نرفضهما أو نقبلهما بناءا على قناعات أخلاقية، وغالبا ما يرتبط هذا الوعي بمدى شعورنا بالمسؤولية اتجاه أنفسنا و اتجاه الآخرين. 
و على هذا الأساس فالوعي هو إدراكنا للواقع و الأشياء، إذ بدونه يستحيل معرفة أي شيء. لذلك يمكن وصف الوعي بأنه « الحدس الحاصل للفكر بخصوص حالاته و أفعاله». فهو بمثابة "النور" الذي يكشف للذات عن بواطنها. 
أما اللاوعي فهو يدل إلى حد ما على مقابل الوعي. و هنا يمكن الحديث عن اللاشعور باعتبار السلوك اللاواعي أو الذي يصبح "واقعة نفسية".
انطلاقا من هذا التصنيف الدلالي لمفهوم الوعي نطرح التساؤلات التالية:
ما هو الوعي؟ ما شكله؟ هل هو وعي بسيط و مباشر؟ أم غير ذلك؟ ما مضمونه الأول؟ ماذا أدرك في فعل الوعي على وجه الدقة و التحديد؟ ثم ما علاقة الوعي باللاوعي؟ و هل يكفي أن نكون على وعي لمعرفة أنفسنا؟ هل الوعي هو أساس حياتنا الواقعية؟ أو الوهم هو الأصل؟

حلل برتراند راسل عن الوعي وربطه بالمدركات الحسية أو الخبرات الحسية حيث أكد على ضرورة عدم فصله (أي الوعي) عن مثيرات العالم الخارجي فهو عبارة عن ردود أفعال اتجاه وسطه. هذا يعني أن الوعي طاقة تميز الإنسان عن الجمادات. و من ثم فإن راسل أكد على تلازم الوعي مع حالة اليقظة، و ليس مع حالة النوم أي أنه غير مستمر في الزمن. وأكد كذلك على ضرورة الانتباه إلى عامل اللغة لأنها، في نظره، جهاز و نظام غير منسق. وهنا نجده يميز بين نوعين من اللغة : لغة مرشدة تمكن من فهم طبيعة العالم الذي نتحدث عنه، ولغة مظللة وخداعة للتفكير. ومن ثمة فإن كثيرا من الفلاسفة الذين اعتمدوا عليها ظلوا وأظلوا. 


إن الوعي بالذات عند راسل يعني أمرين هما : دخول هذا الإنسان في علاقة مع العالم الخارجي، واكتشافه لذاته ولأفكاره و لعواطفه. أي أن هناك امتحانا للإنسان بإدراك وجوده الذاتي. وهنا يكمن مفهوم الوعي عند راسل و يتجلى. فعندما ندرك معطيات العالم الخارجي فإننا نكون، حسب راسل، فقط في مجال ردود الفعل اتجاه العالم، ونشترك في هذه الخاصية مع الجمادات. هذا يدل على أن الوعي لا يتحدد عند مستوى إدراك العالم الخارجي بل هو فقط رد فعل على النحو الذي تِؤذيه الحجارة و الجمادات عموما. 

يرى راسل أنه يستحيل إدراك المادة إدراكا مباشرا، و أن لها وجودا واقعيا ملموسا. و يؤكد راسل على المعرفة القائمة على التجربة وعلى الحواس وعلى إدراك الكليات إدراكا فوريا ومباشرا. وهو في الوقت نفسه يؤكد على التمييز بين الذات الواعية و الموضوع. وعلى سبيل المثال لا الحصر إننا لا ندرك مدينة الرباط و مراكش إدراكا جزئيا ، بل إننا ندركهما في إطار العلاقة الخارجية القائمة بينهما، و هذه العلاقة ليست من طبيعة نفسية صادرة عن الذات العارفة، ولكنها مستقلة عنها، تنشأ بطبيعتها في معزل عن فعل المعرفة في حد ذاتها.
مما سبق يتبين لنا أن الجزء الأساسي من مفهوم الوعي مرتبط بمدى إدراكنا للوجود الذاتي. و تحصل هذه العملية بواسطة الاستبطان، مما يدل على أن الاستبطان منهج يسمح و يمكن من ولوج العالم الداخلي في الإنسان وفهم علاقة الذات الواعية بمحيطها الخارجي، أي أنه في هذه الحالة لا يتعلق الأمر بشيء من بين أشياء العالم و الجمادات بل بذات لها طبيعتها الخاصة بها. و من ثمة فالشرط الأساسي لقيام الوعي و كل معرفة حسب راسل هو إدراك الوجود الذاتي للإنسان عن طريق الاستبطان، لأن الوعي ميزة خاصة بالإنسان، وليست فقط مجرد رد فعل اتجاه العالم الخارجي أو أنه فقط إدراك حسي له . 

موقف برجسون
إذا كان راسل يجمع بين لفظ الوعي وحالة اليقظة متجاهلا حالة النوم، فإن برجسون يتجاوز هذا الطرح ليؤكد على صيرورة الوعي في الزمن، ليشير به إلى جميع العمليات السيكولوجية الشعورية. فالوعي أو الفكر عند برجسون ذو طبيعة مجردة أي أنه غير ملموس ويرفض أن يقترن بأي طابع نسبي أو ذاتي، حيث أنه دائم الحضور في حياة كل إنسان، لا يقبل القسمة إلى لحظات شعورية مرتبة بشيء ما، أو موقف معين، بحيث تتدفق و تنساب عبر الزمن حتى يصعب التمييز بين لحظاته. إنه إدراك الذات وللأشياء في ديمومتها و استمراريتها. أما تعريف الوعي بشكل واضح ونهائي فإنه يطرح صعوبة كبرى أدت ببرجسون إلى ربط الوعي بالذاكرة التي تحفظ ماضي الإنسان في الحاضر. إن الوعي أيضا قدرة على تجاوز الحاضر عقليا وتمثل صورة المستقبل.فالإنسان الذي لا ذاكرة لديه لاوعي له، لذلك فشرط وجود الوعي هو وجود الذاكرة و استقراره بها، ليصبح انفتاحا على الحاضر و الماضي و المستقبل. فعندما نفكر في أي لحظة معينة فإننا نجد هذا الفكر يهتم بالحاضر و بما هو كائن، لكن من أجل تجاوز ما سوف يكون في المستقبل و هذا يعني أنه لا يوجد وعي عند برجسون دون مراعاة حياة المستقبل. فالمستقبل هو الذي يجعل الفكر يتقدم باستمرار دون انقطاع في الزمن و يجره إليه. لفهم طرح برجسون بصدد تعريف مفهوم الوعي نستحضر أنه ينتمي إلى فلسفة الحياة والصيرورة و الحركة، و نؤكد على مجالين هامين في فلسفته عموما : مجال المادة المتميزة الصلبة، و مجال الحياة والوعي المتواصل، وهذا يقع في نطاق الحدس فعن طريقه يمكن إثبات الحقيقة متجسدة في الصيرورة و ليست مجرد الحياة والوعي

اللص والكلاب


تحليل مؤلف اللص والكلاب


 المؤلف: ولد في 11 ديسمبر 1911 وتوفي في 30 غشت 2006
أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حياته الخاصة. 


حصل على إجازة في الفلسفة عام 1934 وأثناء إعداده لرسالة الماجستير دخل في صراع حاد بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب الذي نمى في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءة العقاد وطه حسين.

تقوم علي  خط الصراع الأساسي بين "اللص والكلاب" أو سعيد مهران والمجتمع. وهذا الخط يلعب دور العمود الفقري الذي يربط أجزاء الرواية منذ أول سطر إلي آخر سطر فيها، فلا يتكلف نجيب محفوظ مقدمات لتقديم شخصياته ولكنه يدفع بالقارئ فورا إلي الموقف الأساسي في الرواية ويمكن للقارئ أن يضع يده علي الخيط الأول وبذلك لا يحس بأنه يوجد هناك حاجز بينه وبين العمل الفني.تصور رواية" اللص والكلاب" شخصية سعيد مهران بأنه لص خرج من السجن صيفا بعد أن قضى به أربعة أعوام غدرا لينتقم من الذين اغتنوا على حساب الآخرين، وزيفوا المبادئ، وداسوا على القيم الأصيلة لكي يجعل من الحياة معنى بدلا من العبثية ولا جدواها. 

وهكذا قرر أن ينتقم من هؤلاء الكلاب إلا أن محاولاته كانت كلها عابثة تصيب الأبرياء وينجو منها الأعداء مما زاد الطين بلة.


 فصارت الحياة عبثا بلا معنى ولا هدف ، ولقي مصيره النهائي في نهاية الرواية بنوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا، ولا غاية وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة، ليظفر عبثا بذكرى مستعصية، وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام،فاستسلم .


دواعي التأليف: " اللص والكلاب"رواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها " محمود أمين سليمان " الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961. وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه،فقد خرج " محمود أمين سليمان "عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واسلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية "اللص والكلاب".


بدأ كتابة القصة القصيرة عام 1936 . وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة. تقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزيرالثقافة لشئون السينما
عمل في عدد من الوظائف الرسمية، ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني. ولكن موهبته ستتجلى في ثلاثيته الشهيرة ( بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظرا لضخامة حجمها.
نقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها ، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع.
ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا كما في رواياته " أولاد حارتنا" و "الحرافيش" و "رحلة ابن فطومة"و"اللص والكلاب".
بين عامي 1952 و 1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما. ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة.
صدرله ما يقارب الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية وترجمت معظم أعماله إلي 33 لغة في العالم . جوائز وأوسمة جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية «رادوبيس» عام 1943
جائزة وزارة المعارف عن رواية «كفاح طيبة» عام 1944
جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية «خان الخليلي» عام 1946
جائزة الدولة فى الأدب عن رواية «بين القصرين» عام 1957
وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962
جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1968
وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972
جائزة نوبل للآداب عام 1988
قلادة النيل العظمى عام 1988
           

الغربة والضياع

: تجربة الغربة والضياع

      نكبة فلسطين 1948م، وتعاقب مجموعة من النكسات والهزائم المتوالية وخاصة هزيمة 1967م، مما زعزع الثقة بالموروث العربي القديم (المرجع ص:56) وزرع الشك في نفوس المثقفين والمبدعين، وقوى الرغبة في إعادة النظر في كل ما يحيط بالذات من وثوقيات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية تقليدية ممنوعة، أولها الرغبة في التحرر من سلطة الشعر التقليدي (المرجع ص:56)
o       الاحتكاك بالثقافات الأجنبية والانفتاح على الأفكار والفلسفات والاتجاهات النقدية في الأدب والشعر الغربي، خاصة التيارات الاشتراكية والوجودية .
o       انخراط المثقفين في عملية التغيير، وإعطاء التغيير الثقافي أولوية كبرى وما يقتضيه من التسلح بمجموعة من المعارف والعلوم كالفلسفة والتاريخ والأساطير وعلم النفس وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا، فوجدت هذه المعارف صداها في الشعر الحديث.
o       استيعاب الشاعر الحديث للروافد الفكرية الآتية من الشرق وبالضبط المذاهب الصوفية والتعاليم المنحدرة من الديانات الهندية والفارسية والحرانية(الصابئة)،
o       انفتاح الشاعر الحديث على الروافد الثقافية الملتزمة بقضايا الإنسان في الأعمال الأدبية العالمية كأشعار أودن وبابلو نيرودا و وپول إيلوار و لويس أراگون و گارسيا لوركا وماياكوفسكي وناظم حكمت والاستعانة بقصص كافكا وأشعار ريلكه وإليوت
o       عودة الشاعر الحديث إلى الثقافة الشعبية في أبعادها الايجابية)سيرة عنترة، أبوزيد الهلالي، سيف بن ذي يزن، ألف ليلة وليلة( وتعمق في قراءة القرآن الكريم و الحديث ، واستوحى الأجواء الشعرية القديمة.
تحولات القصيدة العربية مع تجربة الشعر الحر:
o       تغير وظيفة الشعر: إذ صار " الإبداع الشعري وسيلة لاكتشاف الإنسان والعالم، وفعالية جوهرية تتصل بوضع الإنسان ومستقبله إلى المدى الأقصى" )أدونيس، تجربتي الشعرية، مجلة الآداب، ع مارس 1966، ص.5(، وأصبحت "كتابة الشعر مغامرة تطمح إلى تقسير العالم وتغييره" )محيي الدين محمد، الفكر في شعر بدر، مجلة الشعر القاهرية، (،وبدأ الشاعر يحمل رؤيا للإنسان والحياة والكون والوجود والقيم والمعرفة، استطاع بها أن يمزق قشرة الواقع العربي، وأن يقف على مواطن العذاب والقلق، وأن يدس حساسيته، وموهبته، وفكره في ذلك الركام المتفسخ، بحثا عن قطرة ماء.
o       تعدد الروافد: الشاعر المعاصر لا يعرف معنى الاستقرار فهو كثير التنقل تناصيا وكثير الترحال معرفيا، فقد" طوف مع يوليس في المجهول، ومع فاوست ضحى بروحه ليفتدي المعرفة، ثم انتهى إلى اليأس من العلم في هذا العصر، تنكر له مع هكسلي،فأبحر إلى ضفاف الكنج، منبت التصرف، لم ير غير طين ميت هناك، وطين ميت هنا، طين بطين، ولا تقف رحلة الشاعر الحديث عند حدود الزمان والمكان والتاريخ والحضارة، فقد حمل صليبه مع المسيح، وحمل صخرته مع سيزيف، وعاقر الأتراح والآلام مع كلكمش في رحلته الطويلة بحثا عن شجرة الخلود، ومع الحلاج في مأساته بين البوح والكتمان، ورهن المحبسين مع أبي العلاء، قرأ اسمه على شاهد قبره، وقرأه على الآجر المشوي في أطلال نينوى، وعلى الصوامع المهدمة في أحياء نيسابور، حتى إذا أعياه الضرب في الأرض، ألقى عصاه في انتظار الذي يأتي ولا يأتي" المرجع ص.60.
o       تفرد المضامين الشعرية: تجربة الشاعر المعاصر رحلة في الأمل والألم ومحاولة لمعاناة الواقع معاناة حضارية، تصهر جميع الموضوعات الجزئية)الحب، المرض، الفرح، الحزن(في محرقة النكبة وواقع الإنسانية المأزوم، تمدها تجربة الشاعر الخاصة بما يكفي من القلق والتوثر.
o       تفجير الشكل القديم للقصيدة: استعصت تجربة الشعر الحر على الأشكال والوسائل التعبيرية القديمة، فبحثت عن أشكال تعبيرية جديدة للسيطرة على ماتثيره المضامين الجديدة من مشكلات تتجاوز ذات الشاعر، إلى واقع الأمة الحضاري. علما أن المضامين الخصبة المتطورة قادرة على تحقيق الوسائل الفنية الجديدة وتبرير وجودها، وبهذا الاعتبار أصبح الشكل الجديد يقوم على موسيقى التفعيلة الواحدة. المرجع ص62. لقد استوى الشكل الشعري الجديد مع مجموعة من الشعراء المحدثين كبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وخليل حاوي وأدونيس وعبد الوهاب البياتي
o       توزع المضامين الشعرية الحديثة بين تجربتين: لعل أقرب التجارب إلى تصوير الدمار الذي عم بعد النكبة هما تجربتي الغربة والضياع وتجربة الالحياة والموت.
تجربة الغربة والضياع في الشعر الحر:
o        ومن الموضوعات التي نصادفها بكثرة في الشعرنا الحر نلفي تجربة الضياع والتمزق النفسي والاضطراب الداخلي والقلق الوجودي والغربة الذاتية والمكانية وترتبط بالعوامل التالية:
1.      التأثر بشعر توماس إليوت صاحب القصيدة الشهيرة" الأرض الخراب"، فنموذج الآفاق عند الوهاب البياتي " ليس سوى رمزا للإنسان الضائع الذي اضمحل وجوده في الحضارة الأوربية كما يتصوره إليوت".
2.      التأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين خاصة الروايات والمسرحيات الوجودية التي ترجمت إلى اللغة العربية، ودراسة كولن ويلسن عن" اللامنتمي"،
3.      عامل المعرفة، التي كانت زاد الشاعر المعاصر وسلاحه، فيتحول الشعر إلى أسئلة معرفية ووجودية تقود الذات إلى اتخاذ مواقف صارمة من نفسها ومن المجتمع والكون.
 وكل هذا جعل الشاعر المعاصر يعاني من الضجر والقلق واللامبالاة ، وبدأ يعزف أنغاما حزينة تترجم سيمفونية الضياع والتيه والاغتراب والانهيار النفسي والتآكل الذاتي والذوبان الوجودي بسبب تردي القيم الإنسانية وانحطاط المجتمع العربي بسبب قيمه الزائفة وهزائمه المتكررة.
o       وتحضر هذه النغمة التراجيدية في أشعار أدونيس في قصيدة "الرأس والنهر " من ديوان " المسرح والمرايا"، وعند عبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور في قصيدته "مذكرات الصوفي بشر الحافي" من ديوان "أحلام الفارس القديم"، و لدى عبد المعطي حجازي.
o       وتتنوع الغربة في أشعار المحدثين لتشمل الغربة في الكون، والغربة في المدينة، والغربة في الحب، والغربة في الكلمة.
1.   الغربة في الكون: وترتبط بميل الشاعر المعاصر إلى الشك في الحقائق والميل إلى التفلسف الأنطولوجي ( الوجودي)، وتفسير الكون عقلا ومنطقا، والدافع إلى ذلك أن الشاعر يحس بالعبث والقلق والمرارة المظلمة كما نجد ذلك في نصوص صلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وأدونيس ويوسف الخال. المرجع ص69.
2.   الغربة في المدينة: تتجلى في تبرم الشاعر من المكان المديني الذي حول الإنسان إلى مادة محنطة بالقيم المصطنعة الزائفة، وهذا المكان المخيف هو المدينة المعاصرة التي علبت الإنسان وشيأته، وأضحت دون قلب أو دون روح، وفقدت كثيرا من مظاهر الأصالة، منذ غزتها المدينة الأوربية بعمارتها وطرقها وآلياتها ومصانعها، فالقاهرة بدون قلب عند عبد المعطي حجازي، ونفس الشيء يقال عن بغداد السياب وبيروت أدونيس وخليل حاوي. واتخذت المدينة في شعر هؤلاء قناعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، يشعر بالغربة في أبعادها الذاتية والموضوعية.
وعليه، فقد صور الشعر المعاصر المدينة في ثوبها المادي كما عند الحجازي، أو الناس داخل المدينة وهم صامتون يثقلهم الإحساس بالزمن كما في جل أشعار عبد المعطي حجازي في ديوانه" مدينة بلا قلب".
ويلاحظ أن الشعراء المعاصرين لم يستطيعوا الهروب إلى الريف أو إلى عالم الغاب كما فعل الرومانسيون، بل فكر السياب أن يهرب إلى قريته جيكور في الكثير من جيكورياته، ولكنه وجد أن المدينة تحاصره في أي مكان وتطوقه بأحابيلها المادية الإسمنتية، ولم يجد صلاح عبد الصبور أيضا سوى أن يجسد الخلاص في الموت كما في قصيدة "الخروج".
3.   الغربة في الحب:وإذا كان الشاعر الحديث قد فشل في فهم أسرار الكون ووجوده، وفشل كذلك في التأقلم مع المدينة، فإنه فشل كذلك في الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما. ومن ثم، تتحول العلاقة بين الزوجين إلى عداوة وقتال كما في قصيدة"الجروح السود" عند خليل حاوي في ديوانه" نهر الرماد"، أو يموت الحب عند عبد المعطي حجازي أو يصاب بالاختناق عند صلاح عبد الصبور.
4.   الغربة في الكلمة: أر اد الشاعر المعاصر أن تصبح كلمته سيفا في وجه الظلم ، لكن كلمته دخلت غربتها الذاتية في واقع لايعرف سوى الصدى وخنق الجهر و قتل الكلام الصارخ، فتحولت إلى حجر عند أدونيس في قصيدة "السماء الثامنة"، أوقد تتحول إلى الصمت كما عند البياتي في قصيدة " إلى أسماء". ومن هنا، فالغربة في الكلمة، أو في المدينة، أو في الحب، " ليست سوى وجه واحد من عدة أوجه، يمكن تصورها لغربة الشاعر العربي في واقع ما بعد النكبة".
ويلاحظ أن الشاعر المعاصر لم يقف عند لون واحد من الغربة، فهناك من مزج بين لونين، و من تحدث عن الألوان الثلاثة للغربة، وهناك من جمع بين الأربعة في وحدة شعرية منصهرة:" تلك الوحدة سوغت له أن يمزج في بعض الأحيان، بين لونين من ألوان الغربة في القصيدة الواحدة، على نحو ما فعل إبراهيم أبو سنة حين مزج بين الغربة في الحب والغربة في المدينة، في قصيدة له بعنوان " في الطريق". وعلى نحو ما نجد عند صلاح عبد الصبور، الذي يمزج بين الغربة في المدينة، والغربة في الكلمة في قصيدة" أغنية للشتاء". وقد يمضي بعض الشعراء بعيدا، فيمزج في قصيدة واحدة بين ألوان مختلفة تتعدى ما سبقت الإشارة إليه من ألوان الغربة، كما هو الشأن في قصيدة" فارس النحاس" لعبد الوهاب البياتي"، التي جسدت الغربة في المكان والغربة في الزمان والغربة في المدينة والغربة في العجز. وهذه الغربة تتفرع عنها الغربة في الحياة والغربة في الموت والغربة في الصمت. وهذه النظرة الشمولية للغربة تنطبق أيضا على قصيدة يوسف الخال" الدارة السوداء".
وقد تتداخل تجربة الضياع والغربة في قصائد الشعراء المحدثين مع تجربة اليقظة والأمل. وإنه:" من المفيد أن نشير بصفة عامة، إلى أن إيقاع التجدد والبعث والأمل بلغ أوجه في الارتفاع والتألق، في الفترة الواقعة بين تأميم القناة، وبين واقعة الانفصال بين مصر وسورية. على حين بدأ إيقاع اليأس يسود بعد هذه الحادثة الأخيرة، وأن نشير بصفة خاصة، إلى أن استجابة الشاعر للإيقاع السائد في المرحلة، لاتكون استجابة مطلقة".
وسبب هذا الضياع عند الشعراء المحدثين هو تأثرهم بالأدب الوجودي كما عند سارتر وألبير كامو، ومن الشعراء الذين تغنوا بالسأم الوجودي والقلق والاغتراب والضياع نستحضر كلا من صلاح عبد الصبور في قصيدة "الظل والصليب " من ديوان" أقول لكم"، وكما حصل في بعض قصائد عبد الباسط الصوفي من ديوانه" أبيات ريفية" كقصيدة" قصيدة ومقهى"، وقصيدة" أحزان قديمة"، وقصيدة " تثاؤب".
وقد دفع هذا اليأس وهذا الضياع عند الشعراء المحدثين بعض النقاد( حسين مروة، وجلال العشري، ومحمود أمين العالم، وفاروق خورشيد) إلى اتهام هذا الشعر الجديد بالسلبية والنكوص والضعف والاستسلام والميل إلى الذاتية الباكية على غرار الرومانسيين الوجدانيين. بيد أن أحمد المجاطي يدافع عن هذه التجربة بقوله:"إن هذه النغمة المستوردة هي التي حملت بعض النقاد على اتخاذ مواقف متحفظة من تجربة الغربة كلها، ولاشك أن موقفهم هذا، ناتج قبل ذلك من الخلط بين ماهو أصيل من تلك التجربة، وبين ماهو غير أصيل، وإن الخوف المبالغ فيه من كل مايمت بصلة إلى الحزن والضياع والتمزق، كأن الحياة نزهة مترفة، لامكان فيها للخوف، والتردد، والرعب، وكأن الشعر لايملك أن يكون إيجابيا حتى وهو يشق العظام ليؤكد وجود المادة النخاعية" كما يقرر روزينتال". أما الشيء الذي يؤسف له فهو أن موقف هؤلاء الباحثين قد قادهم إلى تجاهل النجاح الذي حققته هذه التجربة، وهو نجاح يرجع إلى أن الهم الذي عانى منه الشاعر الحديث، لم يكن هما فرديا كالهم الذي أغرق تجربة شعراء التيارات الذاتية، في الظلمة والقتامة، واليأس، إنه هم جماعي نابع من تفتت الأرض تحت أقدامنا، ومن ارتفاع أسوار الحديد أمام كل خطوة نخطوها،نابع من قصر عصر الأفراح، التي تبزغ في سمائنا بين الحين والحين، فنحسب أنها الفجر الصادق، حتى إذا فتحنا أذرعنا للقاء المنتظر، تكشف أقنعة الضوء عن أنياب الفزع والموت. إن هذه الغربة هي غربتنا، وكل صوت نرفعه في وجه الشعر حين يشير إليها يجب أن يتحول إلى فعل، وأن يكون هدف ذلك الفعل، الواقع العربي، لامكان للحسرة في نفوسنا وكلماتنا. لا أريد بهذه الكلمة أن أدافع عن تجربة الغربة، ولكن هدفي هو لفت النظر إليها، وعلى الدور الذي لعبته في تهييء الشاعر الحديث لتجربة أخرى… وهي تجربة الحياة والموت".
بيد أن أحمد المعداوي سيعتبر تجربة الغربة والضياع تجربة سلبية فاشلة وجدت نفسها في طريق مسدود كما أثبت ذلك في كتابه "أزمة الشعر العربي الحديث" في الفصل الثالث المخصص للرسالة الشعرية.


مصادقة المغرب على اتفاقية حقوق الطفل




ــ البرتوكولين الاختياريين المعتمدين من قبل الجمعية العامة في قرارها 54/263 بتاريخ 25 مايو 2000، والمتعلقين بإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وبشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء و المواد الخليعة

ــ اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الأمم المتحدة في قرارها 25/44 بتاريخ 20 نونبر 1989


ــ الاتفاقيات ذات الصلة بتشغيل الأطفال الصادرة عن منظمة العمل الدولية

ــ الاتفاقيات ذات الصلة بالطفلات والمرتبطة بحقوق المرأة.

ــ الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية السابعة والعشرون للجمعية العامة المعنية بالأطفال والمعنونة "عالم صالح للأطفال" والالتزامات الواردة فيها

ــ ضرورة اعتبار مصالح الطفل الفضلى أساس كل السياسات والتدابير المتعلقة بالطفل

ــ الترابط بين جميع حقوق الإنسان وضرورة أن يؤخذ في الاعتبار الطابع العالمي للحقوق وعدم قابليتها للتجزئة

تسجـــــــل.

أنه على الرغم من مصادقة المغرب على اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولين الملحقين بها، واحتضان المغرب للعديد من التظاهرات ذات الصلة بحقوق الطفل، وعلى الرغم من اتخاذ بعض الإجراءات الإيجابية تمثلت على الخصوص من رفع سن تشغيل الأطفال إلى 15 سنة، وسن الزواج إلى 18 سنة. وتضمين قانون الأسرة بعض المكتسبات لصالح الطفولة، فإن أوضاع الطفولة بالمغرب ما فتئت تعرف تدهورا متناميا على أكثر من صعيد، حيث:

ــ هزالة و ضعف الاعتمادات والميزانيات المرصودة للقطاعات الاجتماعية ذات الصلة بإعمال جقوق الطفل

ــ ارتفاع نسبة الوفيات أثناء الولادة ( 40 في الألف )

ــ ارتفاع نسبة الفقر وسوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وانتشار ألأمراض الفتاكة والأوبئة

ــ تنامي حالات التعذيب والعنف الممارس ضد الأطفال والطفلات

ــ حرمان الطفل الأمازيغي من ممارسة حقوقه الثقافية ووالديه من اختيار إسمه

ــ الحد من حرية الرأي والتعبير والاعتقاد
ــ التمييز الواضح بين البادية والمدينة فيما يتعلق بولوج الخدمات الاجتماعية
ــ ارتفاع نسبة الأمية خاصة وسط الفتيات
ــ انعدام الشروط الدنيا لحفظ كرامة الطفل وحقوقه في المراكز الاجتماعية
ــ فشل مسلسل إصلاح منظومة التربية والتكوين رغم مرور ست سنوات على انطلاقه: تراجع ب 5% في التعليم ما قبل المدرسي، 10% من الأطفال البالغين 6 سنوات محرومون من الحق في التعليم، 30% من الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و 14 سنة محرومون من هذا الحق ، نقص في المطاعم المدرسية و الداخليات.

ــ تنامي ظاهرة أطفال الشوارع ، فالإحصاءات تشير إلى 400.000 طفل(ة) جميعهم غادروا المدرسة أو لم يلتحقوا بها قط وعرضه لكافة أنواع سوء المعاملة والعنف والاعتداء بما فيها الجنسي، ومئات الأطفال والطفلات يتعرضون للاستغلال الجنسي في حين تبقى متابعة الجناة جد محدودة

ــ الاستغلال الاقتصادي في القطاعات الفلاحية والصناعة التقليدية و الانتهاكات الصارخة التي تطال خادمات البيوت

كرة السلة



ماهي كرة السلة وقواعدها

في ديسمبر من عام 1891، بحث الدكتور الكندي جيمس نايسميث James Naismith،  أستاذ التربية البدنية بجامعة ماكجيل (McGill University في مونتريال Montréal، والذي يعمل أيضًا معلمًا في مدرسة التدريب الخاصة بجمعية الشبان المسيحية YMCA (والمعروفة حاليًا بكلية سبرينجفيلد Springfield College في مدينة سبرينجفيلد بولاية ماساتشوستس Springfield, Massachusetts بالولايات المتحدة الأمريكية، عن ابتكار لعبة قوية تُقام داخل الصالات يشغل بها طلابه ويحافظ على لياقتهم البدنية عند مستويات مناسبة في فصول الشتاء الطويلة التي تسود الولايات الواقعة في إقليم نيو إنجلاند. New England

فبعد رفض عدد من الأفكار الأخرى نظرًا لصرامتها أو عدم تناسبها مطلقًا مع صالات المحاطة بالجدران، وضع "نايسميث" القواعد (rules) الأساسية لكرة السلة وقام بتثبيت سلة خوخ على سياج يبلغ ارتفاعه 10 أقدام (3.05 متر).

وعلى النقيض من الشبكات الحديثة لكرة السلة، فقد ظل قاع سلة الخوخ مسدودًا، ومن ثم كان يتعين استرجاع الكرة يدويًا بعد كل "هدف" أو بعد كل نقطة يتم إحرازها. غير أن هذا الأمر قد أثبت عدم فاعليته. لذا، فقد تم ثقب قاع هذه السلة، المثبتة في عمود (dowel) طويل مرتكز على حامل، مما يتيح خروج الكرات منها في كل مرة تدخل فيها.

هذا وقد تم استخدام سلال الخوخ هذه حتى عام 1906، حيث تم استبدالها في نهاية الأمر بسلال معدنية مثبتة في لوحات خلفية تُعرف باسم لوحات الهدف (وهي عبارة عن لوحة مستديرة أو مستطيلة خلف السلة تمنع ضربات الكرة المتجهة إلى الخارج وترجعها، أو تردها إلى داخل السلة).

 وسرعان ما تم إدخال تغيير آخر يتيح مجرد مرور الكرة عبر السلة، وهو ما مهد الطريق لظهور اللعبة في شكلها المعروف لنا حاليًا. في بادئ الأمر، تم استخدام كرة قدم في إحراز الأهداف. فعندما يتمكن اللاعب من إحراز هذه الكرة داخل السلة، فإن فريقه يحصل على نقطة. والفريق الذي كان يحصل على أكبر عدد من النقاط هو الذي يعتبر الفائز في المباراة.[4] وعادة ما كان يتم تثبيت السلال في شرفة الملعب المنخفضة، ولكن ثبت أن هذا الأمر غير عملي وذلك عندما بدأ الجمهور يتدخل في تصويبات الكرة.

 وقد تم استخدام لوحة الهدف المثبتة خلف السلة للحيلولة دون وقوع هذا التدخل، هذا إلى جانب كونها ذات تأثير إضافي يتمثل في السماح بالتصويبات المرتدة.

[5] وقد اكتشفت حفيدة نايسميث مذكراته التي كتبها بخط يده في أوائل عام 2006، والتي تشير إلى أنه كان قلقًا بشأن لعبته الجديدة التي ابتكرها، والتي اشتملت على قواعد مستقاة من لعبة للأطفال يطلق عليها اسم "(Duck on a Rock (Duck on a Rock)")، وذلك لفشل الكثير من الألعاب التي تم ابتكارها قبل ذلك في هذا الإطار.وقد أطلق نايسميث على اللعبة الجديد اسم لعبة "كرة السلة".

[6]
 إقامة أول مباراة رسمية في كرة السلة داخل الصالة الرياضية الخاصة بجمعية الشبان المسيحية في 20 يناير من عام 1892 وشارك فيها تسعة لاعبين. وقد انتهت هذه المباراة بنتيجة 1-0؛ حيث تم تصويب تسديدة الفوز من على بُعد 25 قدمًا (7.6 مترًا) 25 قدم (7.6 م)، على ملعب تبلغ مساحته نصف مساحة الملعب الحالي الذي تقام عليه مباريات كرة السلة المفتوحة (Streetball) (Streetball) أو مباريات دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية (National Basketball Association) (NBA - يعرف أيضًا بدوري كرة السلة الأمريكية للمحترفين). 

وبحلول عام 1897-1898 أصبح العدد القياسي للاعبي كل فريق خمسة لاعبين..
بدأت ممارسة لعبة كرة السلة للسيدات في عام 1892 داخل كلية سميث (Smith College) عندما قامت سيندا بيرينسون (Senda Berenson)، إحدى معلمات التربية البدنية، بتعديل القواعد التي وضعها نايسميث فيما يتعلق بكرة السلة لتتناسب مع السيدات.

وبعد وقت قصير من تعيينها داخل كلية سميث، توجهت سيندا إلى نايسميث لتعرف منه المزيد عن هذه اللعبة.

ونظرًا لإعجابها الشديد بهذه الرياضة الجديدة وبالقيم التي يمكن تعلمها من خلالها، فقد قامت بتنظيم أولى مباريات كرة السلة النسائية بين طالبات الكلية في 21 مارس من عام 1893، وذلك عندما لعبت طالبات السنة الأولى في الكلية مع طالبات السنة الثانية. هذا وقد تم نشر القواعد التي وضعتها سيندا لهذه اللعبة للمرة الأولى في عام 1899.

 وبعد مرور عامين، أصبحت سيندا محررة أول دليل تعليمات يتم إصداره لكرة السلة للسيدات من قبل شركة إيه جي سبالدينج (A.G. .Spalding) (A.G. Spalding)، والتي قامت بنشر قواعد كرة السلة الخاصة بالسيدات.

كان يتم إرسال المهتمين الأوائل بممارسة لعبة كرة السلة إلى جمعيات الشبان المسيحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وسرعان ما انتشرت هذه اللعبة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

وبحلول عام 1895، انتشرت هذه اللعبة بشكل جيد داخل العديد من مدارس الفتيات الثانوية.

وعلى الرغم من أن جمعية الشبان المسيحية كانت مسئولة في بادئ الأمر عن تطوير هذه اللعبة ونشرها، فإنها في غضون عقد واحد فقط من الزمن أصبحت لا تشجع هذه الرياضة الجديدة بسبب خشونة اللعب وبدأت أنظار الجماهير المتعصبة لمزاولة هذه اللعبة تنصرف عن جمعية الشبان المسيحية ومهمتها الأساسية التي أخذتها على عاتقها.بيد أنه سرعان ما ملأت الأندية الرياضية للهواة إلى جانب الكليات وأندية المحترفين الفراغ الذي خلفته هذه الجمعية.

 وفي السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، تنافس كل من اتحاد الرياضيين الهواة (Amateur Athletic Union) (Amateur Athletic Union) ولرابطة الأمريكية للاعبين الرياضيين بين الكليات (Intercollegiate Athletic Association of the United States) (Intercollegiate Athletic .Association of the United States (المعروفة سابقًا باسم الرابطة الوطنية للاعبين الرياضيين بين الكليات



مرض السُّل

مرض السُّل: ويوجد نوعين لمرض السُّل، وهما: السُّل النشيط ، والسل الخفي . وهو من أكثر الأمراض عدوى ، ويمكن التعافي والشفاء من هذا المرض...