الاثنين، 15 ديسمبر 2014

الحق والواجب

العلاقة بين الحق والواجب

إن علاقة الواجب بالحق في بناء المجتمع كعلاقة الحجر في جدار يسند بعضه بعضا فيكون أكثر قوة وصلابة، وإذا ما بدأنا بإزالة بعضها فإن الجدار سيتداعى وينهار.


  كثيرة هي التساؤلات التي تثار هنا وهناك حول ماذا أستطيع أن أفعل؟ كيف أستطيع أن أغير؟ كيف أصلح وأساهم في الحركة الإصلاحية؟ كيف أكون فردا فعالا في المجتمع؟

كل هذه التساؤلات يمكن الإجابة عنها في جواب واحد وهو: أدي ما عليك من واجب وفقط. ومن خلال هذه التساؤلات ما العلاقة بين الحق والواجب؟ هل نقدم المطالبة بالحق قبل أداء واجبنا أم العكس؟ هل نفهم ونعي واجبنا داخل المجتمع؟ هل نعلم أنه باختلاف مهامنا وأدوارنا سنشكل القوة والحصن المنيع للمجتمع؟ 


وفي المقابل كيف لي أن أساهم في بناء مجتمع لم يكفل لي أدنى حد من الحقوق؟



وهنا تظهر العلاقة القوية بين الحق والواجب فحقي دوما سأجده دائما في واجب شخص آخر، وبمعنى آخر هو أنني إن لم أؤدي واجبي فقد أسقطت حق فرد آخر.

وكمثال على ذلك فواجب المعلم والأستاذ التدريس وهو أهم حقوق الأطفال والتلاميذ والطلبة، فبأدائه واجبه أعطاهم حقوقهم، لكن للأستاذ حقوق منها حاجته للأمن الذي هو مكفول بأداء رجل الأمن لواجبه، يحتاج المعلم للغذاء الذي هو مكفول بأداء التاجر والفلاح واجبهما، يحتاج المعلم للعلاج الذي هو مكفول بأداء الطبيب واجبه...............

كذلك لرجل الأمن حقوق هو حصول أبناءه على التعليم والحق في الرعاية الصحية والحق في الغذاء.............
والطبيب والفلاح والتاجر والبناء والمهندس والموظف وسم ما شئت من الوظائف كلها واجبات، وأداء الواجب من طرفهم فيه ضمان لحق أفراد آخرين.


وأداء الضريبة في حد ذاته هو واجب من واجبات الأفراد تجاه أوطانهم، ستعود على الوطن بالفائدة بشكل عام، فتشييد المستشفيات وبناء المدارس ومد الطرقات من الحقوق الطبيعية للفرد على الدولة.

ولعلنا نشاهد في التظاهرات في فرنسا مثلا أن الشباب يرددون بعض الكلمات لكننا لا نفهمهم، يقولون "نحن مواطنون فرنسيون نؤدي واجبنا وندفع الضرائب المترتبة علينا".

وقد يتساءل البعض عن الحقوق المادية كالأجر، نعم إنه مكفول في واجبات البقية، فمن المتعارف عليه أن الضرائب هي المصدر الرئيسي لتمويل الخزينة في النظام الرأسمالي بشكل عام.


إذن فالعلاقة بين الحق والواجب هي علاقة متينة لا يمكننا الفصل بينهما فتقصيرنا في أداء واجبنا بطبيعة الحال سينجر عنه بطبيعة الحال هدر لحقوق آخرين. وعليه وجب علينا أداء واجبنا كما أوصى بذلك الرسول الكريم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"
إذن فإتقان العمل هو أداء الواجب بكفاءة عالية وعليه نضمن حقوق الأفراد، ويجب أن لا نطالب بالحقوق قبل الواجبات فلا يعقل أن نضع المحراث قبل الثور.

وهذا التنوع في الواجبات أو الوظائف والمهام هو كالآلة الميكانيكية الكبيرة التي تتكون من مجموعة من القطع لتحقق في النهاية هدفها الذي وجدت لأجله، وهكذا هم أفراد المجتمع كل يِؤدي وظيفته وواجبه ليشكل في النهاية الجدار المرصوص يكمل بعضه بعضا ليحقق القوة والاستمرار.

ليست هناك تعليقات:

مرض السُّل

مرض السُّل: ويوجد نوعين لمرض السُّل، وهما: السُّل النشيط ، والسل الخفي . وهو من أكثر الأمراض عدوى ، ويمكن التعافي والشفاء من هذا المرض...