الأحد، 2 نوفمبر 2014

ما هو الحب


 ما هو الحب أو الغرامُ أو الشوق أو الوجد  أو الشغف أو الصَّبْوة أو الهوى



1- معنى خاص: وهو أن الحب عاطفة تجذب شخصاً نحو شخص من الجنس الآخر، فمصدرها الأول الميل الجنسي.
2- معنى عام: وهو أن الحب عاطفة يؤدي تنشيطها إلى نوع من أنواع اللذة، مادية كانت أو معنوية.


 كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والعله وبذور النبات, ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً..فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.

الحُبّ ُ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.

أما غرام، فهي تعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم.



ليس للحب تعريف محدد متفق عليه
قبل أن نتعرف على تعريفات العلماء للحب اصطلاحاً تجدر الإشارة إلى عجزهم عن تعريف هذا المصطلح وإدراك حقيقته، ومن أقدم من أشار إلى عجز التفسير عن حقيقة المحبة: (سمنون المحب) ذلك العاشق البغدادي المتوفى تقريباً سنة 298هـ، إذ قال: "لا يعبر عن شيء إلا بما هو أرق منه، ولا شيء أرق من المحبة فما يعبر عنها".
ويكاد يتفق العلماء على أن المحبة لا يمكن تعريفاً جامعاً مانعاً

يقول الإمام القشيري رحمه الله: "لا توصف المحبة بوصف ولا تحد بحد أوضح ولا أقرب إلى الفهم من المحبة، والاستقصاء في المقال عند حصول الأشكال فإذا زاد الاستعجام والاستبهام سقطت الحاجة إلى الاستغراق في شرح الكلام.

وبين الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله، أن تحديد المحبة لا يتصور لا سيما وقد اتصف الله تعالى بها، قال: "واختلف الناس في حده، فما رأيت أحداً حده بالحد الذاتي، بل لا يتصور ذلك، فما حده من حده إلا بنتائجه وآثاره ولوازمه، ولا سيما وقد اتصف به الجناب العزيز وهو الله".
مفهوم الحب في اللغة :

إن لمفهوم الحب معان عدة أبانت عنها لغتنا العربية على النحو التالي: الحب: "نقيض البغض". والحب: الوداد والمحبة، كالحباب بمعنى: المحابة والموادة والحب، وكذا (الحب) بالكسر. والحُبه بالضم: الحب، يقال حبه وكرامة. والحباب بالضم: الحب، والحباب أيضاً الحبه. والحب: بالكسر، الحبيب، وجمع الحب بالكسر: أحباب وحبان وحبوب وحببه، محركه. وحبه يحبه، بالكسر، فهو محبوب، وأحبه فهو محب، بالكسر، وهو محبوب على غير قياس، هذا الأكثر، وقد قيل محب على القياس، وهو قليل.



تعريف الحب عند الراغب الأصفداني
أما الراغب الأصفهاني رحمه الله، فلم يعرفها كغيره من الأقدمين بالميل بل عرفها بالإرادة المخصوصة وبالإثيار إذ قال: "المحبة: إرادة ما تراه أو تظنه خيراً" فهي: إرادة مخصوصة وليست مطلق الإرادة لذا قال: "وربما فسرت المحبة بالإرادة في نحو قوله تعالى: (فيه رجال يحبون أن يتطهرو) التوبة، 108، وليس كذلك فإن المحبة أبلغ من الإرادة كما تقدم آنفاً، فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة".
تعريف الحب عند المفسرين

مفهوم الحب في الاصطلاح :

أما اصطلاح المحبة عند المفسرين: فقد تقاربت أقوال المفسرين في تعريف مصطلح المحبة، فعرفها الأقدمون بأنها ميل القلب أو النفس إلى أمر ملذ، وعرفها المتأخرون بالانفعال النفساني والانجذاب المخصوص بين المرء وكماله، وهذه بعض النصوص في تعريفهم للمحبة على سبيل المثال:



أي أن الإرادة أعم والمحبة أخص، وعرف الراغب الاستحباب بالإيثار فقال: "وقوله تعالى: (إن استحبوا الكفر على الإيمان) التوبة، 23، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب أن يتحرى الإنسان في الشيء أن يحبه، واقتضى تعديته بـ (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى)، فصلت، 17).


تعريف الحب في المعاجم الفلسفية
أما في المعاجم الفلسفية فقد جاء فيها أن الحب (وهو في الفرنسية: Amour، وفي الإنجليزية Love، وفي اللاتينية Amor)، له معنيان:


والحب هو الميل إلى الشيء السار، والغرض منه إرضاء الحاجات المادية أو الروحية، وهو مترتب على تخيل كمال في الشيء السار أو النافع يفضي إلى انجذاب الإرادة إليه، كمحبة العاشق لمعشوقه، والوالد لولده، وينشأ الحب عن عامل غريزي أو كسبي أو انفعالي مصحوب بالإرادة أو إرادي مصحوب بالتصور، والفرق بين الحب والرغبة أن الرغبة حالة آنية، أما الحب فهو نزوع دائم يتجلى في رغبات متتالية ومتناوبة، وفرقواو أيضاً بين الحب الشهواني والعذري أو الأفلاطوني، أما الشهواني فهو حب أناني غايته نفع المحب ذاته، وأما الأفلاطوني أو المثالي أو العذري كما تسميه العرب فهو حب محض مجرد عن الشهوة والمنفعة، ويطلق اصطلاح (الحب الخالص) على حب العبد لله تعالى لأجل ذات الله تعالى لا لمنفعة أو خوف أو أمل، بل لمجرد ما يتصور فيه من الجمال والكمال التامين.

ولأن لذة الحب لا تتصور إلا بعد معرفة وإدرراك فقط أطلق على حب الله اسم (الحب العقلي وهو: الحب النائش عن المعرفة المطابقة لحقائق الأشياء، إذ إن هذه المعرفة تولد في نفوسنا فرحاً مصحوباً بتصورنا أن الله تعالى علة سرورنا.

أسماء الحب ومراحله

وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد. وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.

الهوى

يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ. وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، كما في قول القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
(وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى)
وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، منه قول النبي : [لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].صححه النووي 
وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - - قال: (كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "عائشة" ا : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت (تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ) (الأحزاب51) قلت: يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "

الصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا "يوسف" قول القرآن: (وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين).[[[قصة يوسف في السجن|يوسف]]30] والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق، ومنها قول الشاعر:
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني ... تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي

الشغف

هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه قول الله في القرآن واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف : (قد شغفها حُباً)، قال "ابن عباس" ما في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها.

الوجد

هو الحب الذي يتبعه مشقه في النفس والتفكير فيمن يحبه والحزن دائما


الشوق

هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره، وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي إذ روى عن "عمار بن ياسر" أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فقيل له: أوجزت يا " أبا اليقظان " !! فقال: لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم" يدعو بهن: 

[اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مُضرة، ولا فتنة ضالة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين]. 

وقال بعض العارفين : (لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم).

الغرامُ

وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين، قال "كُثِّير عَزَّة":

قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه ... و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها 

ومن المادة نفسها قول الله تعالى في القرآن عن جهنم: (إنَّ عذابها كان غراماً) أي لازماً دائماً.

ليست هناك تعليقات:

مرض السُّل

مرض السُّل: ويوجد نوعين لمرض السُّل، وهما: السُّل النشيط ، والسل الخفي . وهو من أكثر الأمراض عدوى ، ويمكن التعافي والشفاء من هذا المرض...