الثلاثاء، 11 فبراير 2014

التعبير التشكيلي عبر العصور


التعبير التشكيلي عبر العصور
      
اختلفت اساليب التعبير الفني في الفنون التشكيلية، علىالمدى الطويل الذي امتدت فيه النتاجات التعبيرية التشكيلية من حقبات ما قبل التاريخ الى الوقت الحاضر، لو استعرضنا النتاجات التشكيلية عامة، نجد ان الفنان التشكيليى كان ، وبشكل من الاشكال، يحاول المحافظة على خصوصيته في التعبير التشكيلي وكذلك على القانون الخلقي-الادبي الذي شرعه لنفسه

 في استعراض النتاجات التشكيلية على مر العصور، ومن مختلف الحضارات،وتدقيق  النظر فيها لغرض معرفة المادة الاساسية التي استند عليها الفنان في استلهاماته الفنية، والتي كانت المحور و الركن الاساسي في تعبيره الفني طوال مراحل انتاج الاعمال التشكيلية، نجد ان جسم الانسان كان الهاجس الاول والمهم كمادة وموضوع.

وباستمرار التقدم الفكري والمادي بكل ابعاده للانسان والمجتمع، اخذ الشكل البشري يصور بكثير من الدقة ويعطى اهمية خاصة في اشكال التعبير التشكيلي، واتسمت الاعمال للفترات المختلفة بسمات ومميزات خاصة بها، وهذه المميزات ارتبط كلها بالفكر السائد في تلك الفترة ،  اذ صورت  النتاجات التشكيليةهموم الناس بكل وضوح، كما وانها ارتبطت بالفلسفة التي كانت تسود المجتمع وعبرت عنها، وماكبر حجم ووسع  عيون الالهة السومرية ونحافة اصابعها الا مثل حي على تصوير دقيق وحي لفكر كان يطغي على حضارة برمتها(.صورة ابو(2).

اهتمت الحضارات السابقة للفترة الاغريقية  بتصوير الحس الروحي والبعد المافوق  واقعي،  وجسدت جسد الانسان وفقا لعوالم الغيب، واستعارته وحورته ليناسب عوالم الالهة  والمجهول والسحر والخيال اللامحدود والمافوق الطبيعي والواقعي.   ولكن لو استعرضنا النتاجات التشكيلية للحضارة الاغريقية فسنجد انها اخذت منحا اخر، اذ في تلك الفترة وفي هذه البقعة الارضية بالذات وكنتيجة لنمو اجتماعي واقتصادي وسياسي وحضاري, بدات العمارة تاخذ اهتمام السلطةالفكرية والمدنية وتعبر عن القوة الارضية والسماوية وبتطور فن العمارة تتطور بقية الفنون والصناعات وفي هذه الحقبة التاريخية، اصطبغ جسم الانسان بابعاد جديدة تماما، واقعية بحته لا يمسها الخيال المرهف والحس الشاعري الاسطوري الذي عرفناه في الحضارات الماقبلتاريخية، او التي تلتها من سومرية  اواسيوية وافريقية.

 اخذ جسم الانسان يصور بدقة متناهية ويعبر عن ابعاد ومفاهيم جمالية تتناسب مع قيم ومفاهيم الحضارة الاغريقية. فكان جسم الانسان هو الهيكل المعماري الذي يضاهي ويتماهىمع الهياكل المعمارية المبنية للعبادة، فالسيقان اعمدة قوية راسخة تسند الجذع المسطح القوي الذي يعبر عن جسم المبني (3صورة لتمثال اغريقي)*

لم تعامل النتاجات الفنية في الفترة الاغريقية على انها مادة تصور البشر بل كانت تفسرعلى انها (تصميم
design للبشر) وفق متطلبات عصر كان مهوس بالكمال الجسماني، والقوة البدنية، وطغت فلسفة العقل السليم يجب ان يكون في جسم سليم،  وما فكر وحضارة اسبارطة الا خير مثال على الفكر الذي طغى على الحضارة الاغريقية.



                                 


ليست هناك تعليقات:

مرض السُّل

مرض السُّل: ويوجد نوعين لمرض السُّل، وهما: السُّل النشيط ، والسل الخفي . وهو من أكثر الأمراض عدوى ، ويمكن التعافي والشفاء من هذا المرض...