- الزهرة .. توأم الأرض
ماذا سيُشاهد رواد الفضاء ، عندما تطأ
أقدامهم سطح كوكب الزهرة ، لاشك أنهم سيجدون سطح الكوكب وقد ألهبته الحرارة
والرياح المحرقة ، وتظهر الشمس في السماء الغربية بوهج من خلال سحب وطبقات كثيفة
من الرمال والغبار وثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى ، توجد على ارتفاع نحو ستين
كيلومتراً عن سطح الكوكب ، هذا بالإضافة إلى ضغط مروِّع يزيد على تسعين مرة مقارنة
بالضغط الجوي لكوكب الأرض.
يرجع
السبب في قلة المعلومات عن هذا الكوكب إلى أن علماء الفلك لم يتمكنوا من رؤية سطحه
بوضوح ، فكوكب الزهرة يدور في مداره مندثراً برداء كثيف من السحب ، ولهذا لم يتمكن
الفلكيون سابقاً من التعرف على ما تحتهُ.
وتمكنت
المركبة الفضائية ( ماجلان ) في عام 1990 بواسطة الرادار وليس بالرصد المباشر من
رسم خريطة كاملة لسطح كوكب الزهرة ، حيث استطاع الرادار اختراق القناع الكثيف
للسحب التي تغطي الكوكب ، واتضح أن على سطحه أودية عميقة وبراكين خامدة يبلغ
ارتفاع بعضها نحو ثمانية كيلومترات ، وفوهات ناتجة عن اصطدامات النيازك بالكوكب
يصل قطرها إلى حوالي 37 كيلومتراً !
أما
المعلومات المتوفرة عن كوكب الزهرة ، فهو يبعد عن الشمس بحوالي 108,2 مليون
كيلومتر ، ويبلغ قطره نحو 12104 كيلومترات ، أي أقل من قطر كوكب الأرض
بحوالي 650 كيلومتراً فقط ، ولهذا يطلق على كوكب الزهرة ( توأم الأرض).
الغريب
أن كوكب الزهرة يدور حول محوره ببطء شديد ، حتى أن ( يوم ) الكوكب يبلغ حوالي 243
من أيام الأرض ، بينما أن ( السنة ) تبلغ نحو 225 من أيام الأرض ، أي أن اليوم فوق
كوكب الزهرة ، يزيد عن السنة! ودرجة الحرارة فوق سطح كوكب الزهرة هي الأعلى بين كل
كواكب المجموعة الشمسية ، إذ تبلغ في المتوسط 480 درجة مئوية ، ومركز هذا الكوكب
شبه صلب ، ومكون من الحديد والنيكل ، ويحيط به غلاف صخري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق