مسابقات جنكيز خان
تُقام في منغوليا العديد من الاحتفالات التي يرجع تاريخها إلى مئات السنين ومازالت تجري حتى الآن ، كنوع من الاحتفالات التذكارية أو كطقوس سنوية لتقديم القرابين وتمجيد مختلف (آلهة) الجبال حسب معتقداتهم! أو للاحتفال بالمسابقات الرياضية الحاشدة. يُعد احتفال (نادام) ( وتعني باللغة المنغولية المباراة أو المسابقة) الذي يُقام في شهر يوليو ويستمر لمدة ثلاثة أيام في جميع أرجاء البلاد ، من أشهر هذه الاحتفالات.
ويُركز احتفال (نادام) في المقام الأول على أعظم الرياضيين في مجالات سباق الخيل والرماية بالسهام والمصارعة ، وهي كلها أكثر الرياضات شيوعاً في جمهورية منغوليا. ويبدأ الاحتفال باستعراض رائع نابض بالحياة ، يشترك فيه الرياضيون والرهبان والجنود يسيرون جميعاً بخطوات منتظمة موحدة ، بينما تعزف الفرق الموسيقية ألحاناً عسكرية حماسية.
ويرتدي المنغوليون المشاركون ، الزي التقليدي لمحاربي (جنكيز خان) إذ أنهم يعتبرون أنفسهم أحفاد ذلك الفاتح العظيم. وحيث أنه لدى المنغوليين انبهار وإعجاب شديدان بالجياد (إذ أنهم ظلوا لقرون طويلة يعتمدون عليها في أمورهم المعيشية) ولذلك فإنهم يختارون عدداً من الجياد يصل إلى ألف ، كي تتنافس مع بعضها.
وتنقسم سباقات الخيل إلى ستة أنواع تبعاً لأعمار الجياد ، فمثلا ً الجياد التي عمرها سنتان تتسابق لمسافة ستة عشر كيلومتراً ، بينما الجياد التي عمرها سبع سنوات تتسابق لمسافة ثلاثين كيلومتراً. وتجري سباقات الخيل على الأرض العُشبية وليس في مضمار خاص.
ويتم اختيار الفرسان من بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين 5 إلى 13 عاماً ، لأن ذلك يضمن أن السباقات سوف تختبر قدرات الجياد وليس فرسانها.
ويرتدي المتسابقون في مسابقات (الرماية بالسهام) زياً تقليدياً ، ويستخدمون قوساً منحنياً مصنوعاً من قرون الحيوانات ولحاء الأشجار والخشب. كما تُصنع السهام من أغصان أشجار (الصفصاف) وريش النسور ، ويتم تسديدها تجاه أهداف مطاطية مستديرة عليها دوائر رمادية أو صفراء أو حمراء ، ويقوم الحكام الواقفون بالقرب من كل هدف بتقييم كل رمية بالصياح ورفع الأيدي. وتبدأ مسابقات المصارعة حوالي الظهر من اليوم الأول للاحتفال ، وتنتهي في اليوم الثاني وهي تختلف عن مباريات المصارعة المعتادة ، في أن المصارع صغير الجسم يمكنه أن يُصارع آخر في ضعف وزنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق