مظاهر الرشوة
أظن أن أحداً يجهل الرشوة فكل الناس يعرفونها ويسمعون عنها وربما تورط في
الرشوة الكثير من الأشخاص ظناً منهم أن الضرورة أو الحاجة أو المصلحة لابد وأنها
داعية إلى ذلك ، وأن الحقوق نفسها لم تعد تنال إلا بالرشاوي ، وإن منها يؤدي إما إلى
القبول وإما إلى الإسراع في البت، وكسب الوقت والجهد أما المال المدفوع فيعوض ذلك
أن بعض التجار إنما يضحون بالقليل ليدر عليهم الكثير .
ثم إن بعض الناس أصبحوا يتضايقون كلما كانت لهم معاملة مع الجهات الرسمية
أو غيرها لأنهم يعرفون أنهم سيذهبون وسيجيئون ، ويضيعّون الوقت وحتى ولو دفعوا
المال فإنهم غير مطمئنين إلى مصير معاملاتهم ، لأن المرتشين كذابون ، ولأن هناك من
يدفع لهم أكثر حتى صرنا نسمع أن فلاناً وفلاناً من رجال الأموال والأعمال يدفعون
سراً رواتب شهرية منتظمة لبعض الموظفين في كل الجهات التي يحتاجون إليها (( تزيت))
المعاملة ، وتسريب المعلومات ، وإفشاء الأسرار ، وشراء الضمائر ، وقد تقع الرشوة
على مستوى دولي حينما تعقد صفقات للاستيراد أو التصدير على عقود كبيرة وضخمة .
وتأخذ الرشوة صوراً عدة ، حيث تختلف حسب الزمان والمكان ، فهناك الرشوة ،
وحتى ولو كانت تحت تسمية الهدية ،ومن صور الرشوة هدايا العمال والموظفين حتى ولو
ُأخذت تحت تسميات أخرى كالعيدية والإكرامية وثمن فنجان القهوة ونحو ذلك ومن صورها
أيضاً : الهدية لقضاء الحاجة وهي مايطلق عليها في هذه الأيام الواسطة أي أن يتوسط
بين صاحب الحاجة وبين من يقضي له حاجته .
ومن أهم أسباب انتشار الرشوة في هذا العصر هو :
الجهل بخطورة تعاطي الرشوة .
وجود ثغرة أو إشكالية معينة في بعض القوانين مما يجعل الموظف المكلف
بتطبيق القانون أن يفسر القانون وفقاً لاهوائه ومن ثم ابتزاز المواطنين .
الاستعجال على إنهاء المعاملات وقضاء الحاجات .
التسويف والمماطلة في الدواوين الحكومية .
ضعف الرواتب والمعاشات .
ضعف المحاسبة وعدم المراقبة الصارمة ، وعدم إنزال عقوبات رادعة على آكلي
الرشوة.
وأهم آثار الرشوة على الفرد والمجتمع هي :
أولاً : الآثار النفسية : حيث تؤدي إلى بعض الأمور الخطيرة منها :
فإذا كان الراشي يدفع الرشوة ، وهو كاره ، للحصول على حقه فإنه بلاشك
يتأذى بدفعها ويشعر بالإهانة والإذلال .
تورث دناءة الأخلاق .
تذهب بالحياء والمروءة .
تؤدي الرشوة إلى انتشار الأنانية والاستهتار بمصلحة الوطن والمواطن .
ثانياً: الآثار الاجتماعية :وتتلخص فيما يلي :
1- انتشار الظلم والفساد في المجتمع .
تولد الحقد والكراهية
بين أفراد المجتمع إلى درجة أن البعض يفكر بالانتقام وأن يأخذ حقه بنفسه ولو أدى
إلى القتل والإيذاء .
انعدام المودة والألفة والتعاون بين أفراد المجتمع والإخلال بتماسك
الجماعة وتدهور الاخلاق وعدم الاكتفاء بالحلال والدخل المشروع وانتهاك النظام
العام والآداب الاجتماعية.
إن شيوع الرشوة والفساد الإداري لا بد وأن يؤدي إلى تكذيب الشعار الذي
ترفعه مجتمعاتنا المعاصرة "وهو الرجل المناسب في المكان المناسب"فإذا
كانت الوظائف تباع وتشترى ويعين في المناصب من قلت كفاءته وفسدت أمانته ، وينجح في
الامتحان والمسابقات والانتخابات من ضعفت أهليته ويحمل الشهادات من كان عاجزاً عن
حمل المسؤوليات مما يضفي عن المجتمع حالة يائسة .
إن شيوع الرشوة يؤدي إلى فقدان فاعلية القانون والنظام .
إن شيوع الرشوة والفساد من أخطر العوامل المساعدة على تثبيت حالة التخلف
والضياع التي تعاني منها مجتمعاتنا.
إن شيوع الرشوة يؤدي إلى سوء الظن بولاة الأمر .
هناك تعليقان (2):
http://4.bp.blogspot.com/-FkmaAd6GXtA/UvzddK-22FI/AAAAAAAAAPs/ibTZjq1zg60/s1600/%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B4%D9%88%D8%A9.jpg
إرسال تعليق