الخميس، 13 فبراير 2014

الحرب العالمية الأولى

العالم غداة الحرب العالمية الأولى

النتائج السياسية للحرب العالمية الأولى
تتلخص التحولات السياسية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية في مقررات مؤتمر الصلح بباريس (1919).
فرض معاهدات على الدول المنهزمة تضمنت إجراءات قاصية : ترابية، عسكرية، سياسية و مالية و كانت شروط فرساي على ألمانيا الأشد قسوة. و بشكل عام أبقت هذه المعاهدات على التوتر في العلاقات الدولية طيلة فترة ما بين الحربين ودلك باضطراب الأوضاع السياسية و كذا قيام الدكتاتوريات و اشتداد الحركات التحررية في المستعمرات. وكذلك نتج عن تطبيق معاهدات الصلح اختفاء الإمبراطوريات الأربع (ألمانيا، روسيا، النمسا، الدولة العثمانية) وقامت على أنقاضها دول جديدة(دول البلطيق، بولونيا، هنغاريا...) وتوسعت أخرى مثل رومانيا .
تشكيل عصبة الأمم ( 1920 ) كمنظمة دولية لحفظ السلام العالمي، غير أنها فشلت لان السلام الذي تدافع عنه غير عادل و لغياب القوى الكبرى عنها، فضلت جهازا لخدمة المصالح الفرنسية البريطانية مما زاد من توتر الوضع الدولي فيما بين الحربين .
النتائج الاقتصادية للحرب العالمية الأولى
بفعل تحول أوربا من اقتصاد السلم إلى اقتصاد الحرب تراجع إنتاجها و تم تدمير بنيتها الاقتصادية، فزاد طلبها على الإنتاج العالمي خاصة الأمريكي و تفاقمت نفقاتها الحربية و ارتفعت مديونيتها مما ساهم في فقدانها لمركز الصدارة على الاقتصاد العالمي والذي تحول إلى خارج أوربا خاصة الولايات المتحدة وبشكل اقل اليابان، و هكذا وجدت أوربا نفسها بد الحرب في أزمة اقتصادية ومالية خانقة(صعوبة التحول من جديد إلى اقتصاد السلم : التضخم و المديونية).
الثورة الروسية و أزمات الديمقراطية اللبرالية
أسباب اندلاع الثورة الروسية
التباين الطبقي الكبير في المجتمع الروسي/ الأزمة الاجتماعية الخانقة/ تشبث القياصرة الروس بالحكم الاستبدادي و مناهضة أي تغيير/ مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى كان السبب المباشر في اندلاع الثورة .
كيف اندلعت الثورة و ما مراحلها؟
بدأت الثورة عندما تورطت روسيا في ح.ع.1 على شكل مظاهرات في العاصمة" بيتر وكراد "
في مرحلتها الأولى أسقطت الحكم القيصري باستقالة "نيقولا2" وشكلت حكومة مؤقتة برجوازية(ثورة فبراير )
في مرحلتها الثانية أوصلت البلاشفة إلى الحكم بقيادة "لنين"(ثورة أكتوبر) ، و بوصولهم إلى الحكم شرع البلاشفة الذين يمثلون السلطة السوفييتية في تطبيق مبادئ النظام الاشتراكي عن طريق إقرار الملكية الجماعية، كما انسحبت روسيا من ح.ع.1 بعد توقيع الصلح مع ألمانيا، رغم ما ضحت به من أراضي (دول البلطيق)
الصعوبات التي واجهت الثورة
صعوبات سكرية
تمثلت في الثورة المضادة بقيادة أنصار النظام الإقطاعي(رجال الدين، كبار ضباط الجيش القيصري) بدعم من القوى الرأسمالية. واجهها البلاشفة بسياسة شيوعية الحرب على شكل إجراءات سياسية (تنظيم روسيا في إطار جمهوري)، اقتصادية(مصادرة فائض الإنتاج، الانتقال من دكتاتورية الشعب إلى دكتاتورية الحزب الواحد) وعسكرية (تنظيم و تشكيل الجيش الأحمر بقيادة "ترو تسكي")
و بهذه الإجراءات حسم البلاشفة الحرب الأهلية لصالحهم .
صعوبات اقتصادية
تمثلت في استفحال تأزم أوضاع روسيا مما زاد من صعوبة تطبيق الاشتراكية، فاضطر البلاشفة إلي السياسة الاقتصادية الجديدة(النيب) عن طريق التخلي عن البادئ الاشتراكية و استبدالها بمبادئ لبرالية لازالت مظاهر الأزمة و تهيئ الظرف المناسب للتطبيق الشامل لمبادئ الاشتراكية .
سياسة التخطيط و إرساء دعائم النظام الاشتراكي السوفيتي :
مند 1928 و بعدما نجح "ستالين" في إقصاء معارضيه و على رأسهم "ترو تسكي" تبنى الاتحاد السوفيتي(1922) سياسة التخطيط الخماسي الذي تميز بإعطاء الأولوية للصناعات الثقيلة على حساب باقي القطاعات، و باحتكار الدولة و سيطرت أجهزتها الإدارية التي كانت تحت قبضة الحزب الشيوعي، كما نظمت خلالها الفلاحة في إطار الملكية الجماعية داخل الكولخوزات(ضيعات تعاونية) و السوفخوزات (ضيعات في ملكية الدولة). ورغم سلبياتها استطاع التخطيط الخماسي أن يحول الاتحاد السوفيتي في ظرف وجيز إلى قوة عظمى الى حدود1939 .
أزمات الديمقراطيات اللبرالية فيما بين الحربين :
نموذج ايطاليا:
الأزمة السياسية : اتسمت ملكيتها بالضعف و خابت آمالها من نتائج مؤتمر الصلح التي لم تستجب لأطماعها التوسعية، و بدأت تظهر فيها تيارات متطرفة استهدفت الوصول إلي الحكم بالعنف يسارية(الحزب الشيوعي) و يمينية (الحزب الفاشي ).
الاقتصادية و الاجتماعية : تدهورت أوضاع الفلاحين بفعل ارتفاع الأسعار و نقص المواد الغذائية كما تأزمت أوضاع البرجوازية بفعل نقص المواد الأولية و مصادر الطاقة .
كانت هذه الظروف ملائمة لاستغلالها من طرف الحزب الفاشي بقيادة "موسوليني" للوصول إلى الحكم و تطبيق النظام الديك 1929 .
نموذج فرنسا :
رغم خروجها من ح.ع.1 منتصرة و استفادتها من مقررات مؤتمر الصلح فان فرنسا بدورها دخلت في ما بين الحربين في أزمات منها ما هم نظامها السياسي كديمقراطية لبرالية وما تعلق بأوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية من تضخم مالي و ركود اقتصادي و بطالة و ارتفاع الأسعار و المديونية...غير أنها و على عكس ايطاليا تجاوزت أزماتها بشكل ديمقراطي .

أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929
أسباب و ظروف انطلاق الأزمة العالمية الكبرى من و.م.أ و مظاهرها :
غداة الحرب العالمية الأولى دخلت و.م.أ في فترة ازدهار اقتصادي كبير تجلت مظاهره في ارتفاع كبير في الإنتاج الصناعي بفعل تطور الإنتاجية مما أدى إلى ارتفاع الدخل الفردي و القدرة الشرائية. غير انه ازدهار نسبي لأنه كان قائما على الدور الكبير للأبناك بقروضها الإنتاجية و الاستهلاكية و على خلل كبير بين العرض و الطلب مما أكد أن الازدهار الأمريكي المزعوم كان ينطوي على بوادر أزمة .
انطلاق الأزمة و مظاهرها في و.م.أ : بفعل تراجع الاستهلاك و فائض الإنتاج، اتجهت الأسعار و الأرباح إلى الانخفاض فبدا الشك يذب في نفوس المساهمين، فانطلقت الأزمة مالية في 24 اكتوبر1929 من بورصة "وولستريت" عندما انهارت بشكل كبير أسعار الأسهم و تراجعت عن قيمتها الحقيقية، مما أدى إلى تضرر و إفلاس الأبناك. ثم ألقت الأزمة بضلالها على باقي المجالات، حيث تحولت إلى أزمة اقتصادية بإفلاس الشركات ثم أزمة اجتماعية بارتفاع البطالة و انهيار القدرة الشرائية، لتعم الأزمة المجال السياسي بتحميل الحزب الجمهوري المسؤولية في شخص الرئيس "هوفر ".
انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي و المستمرات :
ففي العالم الرأسمالي انتشرت الأزمة بسبب ارتباطه بالرأسمال الأمريكي من خلال القروض، المساعدات و الاستثمارات، و التي ما ان قامت الولايات المتحدة بسحبها حتى أدت إلى انتشار الأزمة خاصة في أوربا .
و في المستعمرات ترجع أسباب انتشار الأزمة إلى تبعيتها الاقتصادية و إلى انخفاض أسعار المواد الأولية التي هي أساس اقتصادياتها، مما انعكس سلبا على أوضاعها حيث خضعت لاستغلال استعماري مكثف .
و اتخذت الأزمة في بقية العالم الرأسمالي نفس المظاهر التي اتخذتها في و.م.أ : انخفاض الإنتاج الصناعي، تدهور التجارة الخارجية، ارتفاع نسبة البطالة و انهيار كبير لأسعار بعض المواد الأولية .
أساليب مواجهة أزمة العالم الرأسمالي :
رجوع البلدان الرأسمالية إلى نهج نظام الحمائية مما ساهم في تكثيف استغلال المستعمرات. / اتجاه بعض الدول الرأسمالية الدكتاتورية إلى تبني سياسات توسعية لمواجهة الأزمة .
على عكس الدكتاتوريات تبنت الديمقراطيات حلولا مرنة لمواجهة الأزمة، و تعتبر و.م.أ نموذجا من خلال الخطة الجديدة للرئيس "روزفلت" : و هي مجموعة من الإجراءات على شكل قوانين لمواجهة مظاهر الأزمة، منها ما هو اقتصادي و ما هو اجتماعي، أعطت نتائج ايجابية لكنها محدودة بسبب معارضة الرأسماليين لها .
الحرب العالمية الثانية
1939- 1945
أسباب الرب العالمية الثانية :
دور معاهدات مؤتمر الصلح التي أججت روح الانتقام لدى الدول التي فرضت عليها خاصة ألمانيا/ شروع ألمانيا في تكسير قيود فرساي بإعادة التجنيد الإجباري لتقوية الجيش و استرجاع إقليم "السار" و تسليح "الراين " / أزمت 1929 و مساهمتها في استمرار التوتر في العلاقات الدولية حيث نشأت في إطارها أنظمة دكتاتورية : فبالإضافة إلى ايطاليا الفاشية منذ 1922 نشأت اليابان العسكرية 1930 و ألمانيا النازية 1933/ اتجاه الدكتاتوريات إلى التوسع لحل أزماتها مستغلة سياسة التحالفات (محور روما، برلين، طوكيو) و هكذا دشنت اليابان توسعها في الصين باحتلال إقليم "منشوريا"1931 و توسع ايطاليا في إثيوبيا 1939 و احتلال ألمانيا للنمسا 1938 ثم تشيكوسلوفاكيا 1939 و شكل غزو ألمانيا لبولونيا السبب المباشر في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
مراحل الحرب العالمية الثانية :
المرحلة الأولى 1939 - 1942 :
تميزت بالانتصارات الكبيرة لدول المحور سواء في أروبا و شمال إفريقيا أو في الشرق الأقصى و المحيط الهادي .
المرحلة الثانية 1942 – 1945:
تميزت بتحول موازين القوى لصالح الحلفاء بعد انضمام و.م.أ إليهم، فبدأت الهجمات السوفياتية من الشرق فحررت بلدان أروبا الشرقية في وقت كانت فيه الدول الحليفة الغربية تحرر أراضي غرب أوربا خاصة فرنسا و تزحف نحو قلب ألمانيا لتفرض هذه الهجمات استسلام ألمانيا في مايو 1945 بعد انتحار "هتلر"، و في الشرق الأقصى استمرت المقاومة اليابانية للهجمات الأمريكية إلى أن ألقت و.م.أ القنبلتين النوويتين على هيروشيما و نكزاكي في غشت 1945 فاستسلمت اليابان و بدلك انتصار الحلفاء .
النتائج الاقتصادية و الاجتماعية للحرب العالمية الثانية :
النتائج الاقتصادية : دمرت الحرب البنية الإنتاجية لأروبا و أدت إلى تدهور إنتاجها الاقتصادي و تأزمت أوضاعها المالية بسبب تفاقم نفقات الحرب و انتشار التضخم و في المقابل تعززت القوة الاقتصادية للولايات المتحدة .
النتائج الاجتماعية : أفرزت الحرب وضعا منهارا بسبب الخسائر البشرية و انهيار القدرات الشرائية و ازدياد حدة البؤس و البطالة
و في إطار مقاومتها للمد الاشتراكي بادرت و.م.أ إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة مخلفات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية، منها "خطة مارشال" و إنشاء "هيئة الإغاثة و التعمير" التابعة للأمم المتحدة .

نظام القطبية الثنائية
السياق التاريخي لظهور نظام القطبية الثنائية في السياسة العالمية :
شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية بنتائجها السياسية إطارا جديدا لدخول العلاقات الدولية منعطفا جديدا من تطورها، ففي ظل إفراز الحرب الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة كقوتين عظميين متعارضتين، وفي ظل ظهور الأمم المتحدة كهيئة دولية لحفظ السلام العالمي، و في ظل هذه المستجدات كانت السياسة الدولية تتجه إلى الانقسام إلى معسكرين- اشتراكي و رأسمالي -
ترجع أسباب انقسام العالم إلى معسكرين، إلى توسع مجال النفوذ الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي و معارضة الولايات المتحدة له، لذلك أعلنت دعمها للبلدان الحرة و في هذا الإطار اندرج مشروع "مارشال ".
مظاهر نظام القطبية الثنائية :
الحرب الباردة الأولى (1945- 1953)
و تطلق على التوتر الحاد الذي طبع العلاقات بين المعسكرين منذ نهاية ح.ع.2 إلى مطلع 50 th من القرن 20 :
القطيعة السياسية التي دل عليها قرار"ترومان" بالتصدي للمد الاشتراكي و رد الاتحاد السوفياتي بإنشاء "الكومنفورم "
القطيعة الاقتصادية: مشروع "مارشال" ضد منظمة "الكومنفورم"مجلس التعاون الاقتصادي بين بلدان أروبا الشرقية و الاتحاد السوفياتي
تشكيل الأحلاف العسكرية: إنشاء حلف "وارسو" 1955 كرد فعل على إنشاء "الناتو "
التسابق نحو التسلح و امتلاك كل منهما أسلحة الدمار الشامل .
اندلاع أزمات على شكل حروب غير مباشرة كانت تواجهها كل من الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة في إطار سباقهما على مناطق النفوذ و منها : أزمة "برلين الأولى" التي تجلت في تقسيم ألمانيا إلى غربية رأسمالية 1945 و شرقية اشتراكية 1948، وأزمة كوريا التي انتهت بتقسيم شبه الجزيرة إلى دولتين .
التعايش السلمي (1953- 1975)
و يعتبر المظهر الثاني في نظام القطبية الثنائية و يعني دخول المعسكرين مرحلة التعايش بينهما، و مهدت لذلك ظروف جديدة منها إنهاء الأزمة الكورية بشكل سلمي و اقتناع القادة الجدد للعظميين"إيزنهاور و خروتشوف" بإمكانية التعايش، و تمظهر تعايشهما من خلال عودتهما إلى تبادل الزيارات أدى إلى إنهاء القطيعة السياسية و عقد اتفاقيات للنزع الجزئي للأسلحة "اتفاقية سالت" غير أن تعايشهما كان محدودا مادامت مواجهاتهما استمرت في مجموعة من الأزمات(برلين الثانية، كوبا و الفيتنام ).
الحرب الباردة الثانية(1975- 1990)
شكلت المظهر الثاني لنظام القطبية الثنائية و تميزت بعودة التوتر إلى العلاقات بين المعسكرين و الذي تجلت في عودتهما إلى الصراع حول مناطق النفوذ من خلال دعمهما للحركات الثورية في العالم الثالث، و عودتهما إلى التسابق نحو التسلح و خاصة التسلح الفضائي .
تصفية الاستعمار و بروز العالم الثالث
ظروف تصفية الاستعمار :
خروج اكبر القوى الاستعمارية منهارة من الحرب العلمية الثانية . / تسابق الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة على مناطق النفوذ . / إدانة الأمم المتحدة للاستعمار و إعلان حق الشعوب في تقرير مصيرها .
مراحل تصفية الاستعمار :
في آسيا :
تعتبر الهند و الهند الصينية نموذجين في آسيا حيث استقلت الهند من الاستعمار البريطاني1947 بقيادة "غاندي" و مقامته السلمي و انقسمت إلى مجموعة من الدول، و استقلت الفيتنام عن الاستعمار الفرنسي1954 و تحولت إلى أزمة دولية .
في إفريقيا :
تأخر استقلال معظم دولها إلى عقد الستينات من ق.20 و يعتبر "سيكوتوري" الغيني و " باتريس لومومبا" الكونغولي من ابرز قادة حركاتها التحررية .
العالم الثالث و حركة عدم الانحياز :
بعدما توسعت موجة التحرر في العالم، وجدت الدول المستقلة نفسها أمام مشاكل التخلف و الفقر و الجوع و الصراعات السياسية و التربص بها من طرف العظميين، لذلك قررت أن تتخذ موقفا محايدا من الصراع بين المعسكرين لتنصب جهودها على مواجهة مشاكل التنمية و في هذا الإطار جاء ميلاد حركة عدم الانحياز كقطب ثالث في السياسة الدولية، وضعت نواتها في مؤتمر "باندونغ" في اندونيسيا1955 و عقدت أول مؤتمر لها في بلغراد 1961 و يعتبر "نيهرو"،"جمال عبد الناصر" و" تيتو" ابرز قادتها .
الجهود المبذولة لمواجهة مشاكل العالم الثالث :
نهج سياسة الثورة الخضراء لتحقيق الأمن الغذائي / إتباع سياسة التصنيع مما حول بعض دوله إلى صناعية جديدة كالصين و البرازيل. / مواجهة الانفجار الحضري الذي افرزه التمدين السريع و العشوائي . / الشروع في تطبيق جنوب جنوب عن طريق اتحاد قرارات حاسمة كحضر تصدير البترول و إحداث صناديق التموين ...
غير أن هذه الجهود تظل محدودة ما دامت الهوة تتسع بين الشمال و الجنوب ولم تستطع تحقيق حضور في مشاكل العالم الثالث التي بقيت في أيدي القوى الكبرى .

النظام العالمي الجديد و القطبية الأحادية
اندثار المعسكر الاشتراكي :
ترجع أسبابه إلى سلبيات النظام السوفياتي سياسيا و اقتصاديا، و تتمثل في الإصلاحات الكرباتشوفية( كلاسنوس) التي استهدفت تقوية الديمقراطية في البلاد و الاقتصاد(البيرسترويكا) التي استهدفت إعادة البناء الاقتصادي و الاجتماعي، وانتقل التأثر إلى بلدان أروبا الشرقية مما أفضى و في ظرف وجيز إلى نهاية المعسكر الاشتراكي و ظهور دول جديدة مستقلة عنه و توحيد ألمانيا و انتقال دول أروبا تدريجيا إلى اللبرالية .
ملامح النظام العالمي الجديد :
تكريس الهيمنة الأمريكية/ تزايد الطلب على خدمات الأمم المتحدة في ظل هيمنة مجلس الأمن عليها و المشاكل المالية/ ظهور انشغالات دولية جيدة(التحولات الديمقراطية، حقوق الإنسان، مشاكل البيئة و الأمراض المعاصرة...)/ بروز التكتلات الاقتصادية حيث أصبح الاقتصاد العنصر الأساسي في العلاقات الدولية حل محل القوة العسكرية .
وسال هيمنة القطبية الأحادية :
التدخلات العسكرية/ نهج سياسة عزل الدول و فرض العقوبات و المقاطعة./ هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات و اعتماد تكنولوجيا المعلومات(العولمة).
المغرب تحت نظام الحماية
السياق التاريخي لفرض الحماية :
ترتبط بتفاقم اضطرابات البلاد في بداية ق.20 في فعهد السلطانين "عبد العزيز" و عبد الحفيظ"، حيث اشتدت الأزمة المالية بفعل تفاقم القروض و فشل الإصلاحات الضريبة (ضريبة الترتيب) وسادت الثورات و التمردات (بوحمارة و الريسوني) كما اشتد التنافس الامبريالي على المغرب و قدت بشأنه القوى الاستعمارية مجموعة من التسويات أهمها (الاتفاق الودي 1904، مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906، التسوية الفرنسية الالمانية1911).
دور مؤتمر الجزيرة الخضراء في التمهيد لاستعمار المغرب :
انعقد سنة 1906م بعد انضمام ألمانيا إلى الصراع الامبريالي بهدف تدويل القضية المغربية، و اتخذ قرارات خصت فرنسا و اسبانيا بأكبر الامتيازات ت منها إنشاء بنك مركزي تحت إشراف فرنسا، الإشراف على المراسي، إنشاء الشرطة. وبذلك يكون المؤتمر قد أنهى التدويل السياسي للقضية المغربية و أبقى على تدويلها الاقتصادي بقراره حول الحرية الاقتصادية و مساواة كل الدول الاستعمارية فيها، كما مهد لوضع طنجة تحت الاستعمار الدولي .
الحماية من خلال بعض بنودها :
يتضح من بنود اتفاقية الحماية 30 مارس1912 أنها استعمار محض أنبنى على الإدارة الغير المباشرة حيث أبقى على عناصر النظام التقليدي ووظفتها لخدمة المصالح الاستعمارية، ومن أهم ما يؤكد كونها شكلا استعماريا جديدا : دفاعها عن الإصلاحات التي تخدم المصالح الاستعمارية . / استغلال شخص السلطان لخدمة المصالح الاستعمارية سواء بمساعدته فرنسا على تحقيق الغزو العسكري أو بإصدار الظهائر . / أصبح المقيم العام بموجب الحماية هو السلطان الحقيقي يصادق على أوامر السلطان كما يمثل المغرب في سياسته الخارجية .
و بموجب عقد الحماية فقد المغرب رسميا استقلاله و أصبح خاضعا لاستعمار ثلاثي فرنسي- اسباني و دولي ورغم أن السلطان احتفظ به و بممثليه في المناطق الثلاث، فانه فقد كل اختصاصاته و صلاحياته و سخر لخدمة الأهداف الاستعمارية .
مميزات التنظيم السياسي و الإداري في المغرب خلال الاستعمار :
اختارت فرنسا لتسهيل غزو المغرب و إخضاعه للاستغلال الاقتصادي، أسلوب الإدارة الغير المباشرة (الحماية) فأبقت على كل إدارات المخزن المغربي مركزيا، إقليميا و محليا ووضعتها تحت إشراف و مراقبة الإدارات الاستعمارية .
الاستغلال الاستعماري للمغرب
الآليات، المظاهر، الآثار
الآليات :
الغزو العسكري الذي دام 22 سنة (1912- 1934) بسبب عنف المقاومة. / توظيف العيان الكبار في إطار السياسة الأهلية و في مقدمتهم "الكلاوي". / الاستيلاء على أخصب الأراضي المخزنية الجماعية و الخاصة عن طريق الظهائر و إرغام المغاربة على البيع و المصادرة . / استخدام الإدارة الاستعمارية التي استحدثت بجانب الإدارة المغربية في ظل نظام الحماية. / النظام التعليمي الفرنسي الذي عمِل على طمس الهوية الوطنية و على تكوين نخبة يمكن استغلالها .
المظاهر :
اتخذ الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية عدة أشكال :
فمن جهة استغل الاستعمار المغاربة كعنصر بشري في إنشاء مختلف التجهيزات و البنيات التحتية الاستعمارية . / تزايد عدد المستوطنين الفرنسيين و الأسبان كمعمرين لاستغلال ثروات البلاد . / ومن الناحية المالية لعب أصحاب رؤوس الأموال الدور الأساس في استغلال المغرب على شكل شركات منها شركة "امونيوم شمال إفريقيا و ابناك وفي مقدمتها "بنك باريس و الأراضي المنخفضة . / تزايد الاستثمارات الاستعمارية و انصبت بالخصوص على القطاعات الفلاحية العقارية و المنجمية، ففي الفلاحة اتجه اهتمام الاستغلال الاستعماري نحو الزراعات التسويقية بينما اقتصرت الاستثمارات الصناعية صناعات خفيفة استهلاكية و ارتفعت قيمة الاستثمارات بشكل كبير غداة ح.ع.2 . / كما عمل الاستعمار على الاستغلال المغاربة في إطار نظامه الضريبي سواء في البوادي (ضريبة الترتيب) أو في المدن (الضريبة الحضرية، ومختلف الرسوم البلدية)
الآثار :
في البوادي :
عمل الاستعمار على تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية حيث قضى على الملكية الجماعية و عزز الملكية الفردية، فتحول عدد من الفلاحين مجرد عمال زراعيين و نتج عن تشجيع الاستعمار للفلاحة العصرية و ظهور قطاع عصري رأسمالي مناقض للقطاع المعاشي التقليدي ، و اجتماعيا ساهم الاستعمار في تفقير المغاربة و الزج بهم في سلسلة من المجاعات، و بسبب سوء أوضاعهم اندفع عدد من السكان نحو المدن. و هكذا عمل الاستعمار على إدماج المغرب تدريجيا في النظام الاقتصادي العالمي .
في المدن.:
بدأت ترتفع وتيرة التمدين و تتوسع أحياء المدن و تظهر في هوامشها أحياء الصفيح، كما بدأت تتشكل نواة الطبقة العاملة و التي ساهم استغلالها في تنظيمها على شكل اتحادات نقابية ساهمت بشكل فعال في الحركة الوطنية، كما تكونت في المدن الطبقة البرجوازية التي أنتجت بدورها رجالات الحركة الوطنية .
المغرب
الكفاح من اجل الاستقلال
ظروف نشأة الحركة الوطنية :
داخلية تمثلت في انهزام المقاومة المسلحة، الاستغلال الاستعماري المكثف و اثر الأزمة الاقتصادية، صدور الظهير البربري، ظهور الحركة السلفية، و خارجية تمثلت في التأثر بالحركات التحررية بالمشرق العربي و آسيا، و تعتبر الجمعيات و المدارس و المجلات و الجراد و الأحزاب أهم وسال عملها، و تمثل "كتلة العمل الوطني" أول تنظيم سياسي للحركة الوطنية في 30 th بقيادة علال الفاسي، انقسمت إلى قسمين: الأول سلفي(الحزب الوطني بقيادة علال الفاسي، وحزب الوحدة المغربية بقيادة المكي الناصري) و الآخر لبرالي(حزب الحركة القومية بقيادة محمد حسن الوزاني، وحزب الإصلاح الوطني بقيادة عبد الخالق الطريس ).
مطالب الحركة الوطنية :
ففي الثلاثينات كانت الحركة الوطنية معتدلة إصلاحية اكتفت بالمطالبة برفع مذكرات مطالب إلى سلطات الحماية لإصلاح نظام الحماية بما يخدم مصلحة المغاربة .
و ما بين 1939- 1956 تطورت المقاومة السياسية بفعل(إحداث بوفكران1937، حملات نفي و اعتقال بعض قادة الحركة الوطنية،تأسيس اتحاد النقابات 1943،تأسيس أحزاب وطنية جديدة،لقاء انفا1943،اندلاع ح.ع.2 و الاجتياح النازي لفرنسا، تأسيس جامعة الدول العربية1945، إعلان حق الشعوب في تقرير مصيرها1941، و ارتفعت إلى مستوى المطالبة بالاستقلال رغم سياسة القمع الاستعمارية، واستمرار عداء كبار الأعيان، ومنذ مطلع الخمسينات بدأت تظهر المقاومة المسلحة من جديد إلى جانب العمل السياسي خاصة بعد نفي محمد5 ، و أمام عنف المقاومة و دعم البلدان الإسلامية اضطرت سلطات الاستعمار إلى إجراء مفاوضات مع المغرب ( x ليبان، سان كلود) توجت بالاعتراف رسميا باستقلال المغرب 2 مارس1956 .
الجزائر، تونس و ليبيا
ظروف نشأة الحركات الوطنية :
الغزو و آثار الاستغلال الاستعماريين، التأثر بحب الريف التحررية بقيادة "الخطابي"، اثر مؤتمر الصلح بباريس/ و تشابه البلدان الثلاث خاصة الجزائر و تونس مع المغرب حيث انقسمت النخبة الوطنية إلى زعماء سلفيين و آخرين لبراليين، ففي الجزائر تأسست "كتلة المنتخبين المسلمين" كأول تنظيم سياسي بقيادة كل من "الأمير خالد" "عبد الحميد باديس" ثم تطور التنظيم بظهور نخبة من الشباب منهم "فرحت عباس"و"مصالي الحاج" مؤسس "حزب نجمة إفريقيا" الذي تحول إلى"حزب الشعب الجزائري"،/ و في تونس اعتبر "الحزب الدستوري" أول تنظيم سياسي وطني بقيادة "عبد العزيز الثعالبي" ثم "الحزب الدستوري الجديد" بقيادة "الحبيب بورقيبة"،/ أما ليبيا فإنها تعتبر استثناء لان حركتها الوطنية ظلت منذ البداية مسلحة سواء بقيادة "الحركة السنوسية" أو من بعدها بقيادة "عمر المختار ".
مطالب الحركات الوطنية :
كانت الحركة الوطنية التونسية و الجزائرية فيما بين الحربين معتدلة حيث قامت على المطالبة بالاصلاحات، و على غرار المغرب ساهمت الأوضاع الدولية الجديد المرتبطة بالحرب العالمية الثانية في اتجاه الحركة الوطنية التونسية و الجزائرية إلى مرحلة النضال من اجل الاستقلال سواء بالعمل السياسي أو المقاومة المسلحة، ففي تونس قدم الحزب الدستوري الجديد وثيقة المطالبة بالاستقلال و أمام رفض سلطات الحماية تطور العمل الوطني الذي إنضاف إليه الكفاح المسلح، فدخلت فرنسا في مفاوضات مع الوطنيين انتهت بالاعتراف بالاستقلال مباشرة بعد استقلال المغرب، و في الجزائر استمر القمع بعد أن قدم "حزب الشعب الجزائري" مذكرة المطالبة بالاستقلال، فانطلقت ثورة المليون شهيد التي قادتها "جبهة التحرير الوطني" منذ1954 و دخلت في مواجهات مع الفرنسيين توجت باعتراف مفاوضات "افيان" باستقلال البلاد1962./أما ليبيا كان اتجاهها نحو الاستقلال بفعل التطورات الدولية المرتبطة بالحرب العالمية الثانية، فبعد استسلام ايطاليا تحولت إلى منطقة نفوذ الحلفاء إلى أن قررت الأمم المتحدة الاعتراف باستقلالها 1952 على شكل مملكة بقيادة الأسرة السنوسية و ضلت ليبيا تستغل من طرف الشركات المتعددة الجنسيات إلى أن نجحت ثورة الفاتح1شتنبر1969 .
سقوط الإمبراطورية العثمانية
و توغل الاستعمار في المشرق العربي
أسباب سقوط الدولة العثمانية :
إلى حدود بداية القرن 20 تفاقمت أوضاع الدولة العثمانية مما عرضها تدريجيا إلى الاندثار :
أسباب داخلية : ضعف حكم السلاطين و عجز القوميين الأتراك على حماية إطراف البلاد، تفاقم الأزمة المالية و تزايد الديون و اشتداد الاضطرابات في الولايات و ارتفاع الروح القومية لدى العرب التي أججتها سياسة التتريك .
أسباب خارجية : تتمثل في اشتداد الضغط و التنافس الامبريالي على ممتلكات العثمانيين .
وسائل و مراحل التوغل الاستعماري في المشرق العربي :
شكلت ظروف الحرب العالمية الأولى الظرف الملائم الاستكمال التوغل الاستعماري في المشرق العربي، فقد اندلعت الحرب التي شاركت الدولة العثمانية خلالها إلى جانب التحالف الثلاثي، بدأ بريطانيا في استغلال الشعور القومي العربي بالدفع بهم للقيام بالثورة ضد الأتراك، فبع مجموعة من المراسلات بين الممثل الانجليزي و الشريف الحسين نجحت بريطانيا في استغلال القومية العربية من خلال وودها بإقامة دولة عربية موحدة في المشرق و مستقلة عن الأتراك مقابل ان يعلن العرب الثورة على الأتراك و ان يدعموا بريطانيا في الحرب و هذا ما سمي بالثورة العربية سنة 1916
و بينما كان العرب يحاربون إلى جانب بريطانيا و يمهدون لها الطريق لاحتلال ما تبقى من المشرق، كانت انجلترا تقوم بمناورات سرية مع حلفائها، فوقعت مع كل من فرنسا و روسيا اتفاقية "سايكس بيكو" 1916 و تتويجا لتحالفها مع الصهيونية أصدرت وعد بلفور1917 الذي التزمت فيه بدعم اليهود لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين .
و بعد نهاية الحرب تم تجزئ المشرق الربي بين الانتدابين الفرنسي في سوريا و لبنان و البريطاني في العراق، شرق الأردن وفلسطين، و أصبح الاستعمار رسميا بتوقيع معاهدة سيفر1920 و باعتراف عصبة الأمم و هكذا دخلت منطقة المشرق العربي مرحلة التجزئة و مواجهة الصهيونية .
وبالنسبة لتركيا فقد أدت نهاية الحرب العالمية الأولى إلى اندثار شكلها العثماني بعد معاهدتي سيفر1920 و لوزان1923، حيث نشأة تركيا الحديثة بقيادة مصطفي كمال أتاتورك و الغية الخلافة العثمانية .
الانتدابين الفرنسي و البريطاني على المشرق العربي و نتائجهما :
تجلت أثار الانتدابين الفرنسي و البريطاني على المشرق العربي في إخضاعه لمختلف إشكال الاستغلال الاستعماري، ومنها تحول الانتداب إلى استعمار مباشر و الاستغلال الاقتصادي و المالي و التجزيء الذي تعرضت له المنطقة، فضلا عن توطين الكيان الصهيوني بفلسطين لخدمة الامبريالية .
وواجهت كلا الانتدابين مجموعة من الثورات في العراق، سوريا وفلسطين استمرت في رفضها للانتداب و الصهيونية إلى قيام ح.ع.2 .
الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي
التطورات السياسية للمشرق العربي في النصف الأول من ق.20 :
التمركز الاستعماري الذي أخد شكلي الانتداب و الحماية، اندلاع مقاومات مثل الثورة المصرية1919 و الثورة الفلسطينية الكبرى، تناور الاستعمار على المقاومة العربية بتقديم وعود و استقلالات شكلية لبعض البلدان(مصر1922، العراق1932 ).
التطورات السياسية للمشرق العربي بعد ح.ع.2 :
اشتداد التمركز الامبريالي الذي انضافت إليه الولايات المتحدة و الذي تمحور حول النفط، تنافس العظميين على المنطقة،/ في ظل هذه الأوضاع اتجهت بلدان المشرق العربي نحو الاستقلال تدريجيا(1946 استقلال سوريا، لبنان و الأردن- 1952 استقلال مصر بفضل ثورة الضباط الأحرار- 1957 استقلال اليمن الجنوبي ثم الشمالي- 1971 استقلال كل من الإمارات، قطر، عمان، البحرين- 1961 استقلال الكويت) أما السعودية فقد تأسست سنة1932 .
القضية الفلسطينية جذورها و أشكال التمركز الصهيوني
جذور القضية الفلسطينية :
ارتبطت نشأة الصهيونية كحركة سياسية قامت على المبدأين القومي و الديني عن طريق استغلال اليهودية كديانة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.و يعتبر "هرتزل" اكبر أقطابها، نشأة في مدينة "بال"1897 عندما انعقد أول مؤتمر صهيوني و أعلن عن تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية بمختلف أجهزتها كأداة للتهييء للحلم الصهيوني، وتقوت الحركة باستفادتها من التحالف مع الامبريالية و الذي تجسد في ظروف ح.ع.1 بإصدار وعد بلفور، كما استفادت لتحقيق أهدافها من الانتداب البريطاني على فلسطين الذي هيأ لها الشروط الملائمة للتمركز في فلسطين .
أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين :
تحت راية الانتداب البريطاني و بفعل جهود المنظمة الصهيونية العالمية اشتد التمركز الصهيوني في فلسطين في فترة ما بين الحربين واتخذ عدة أشكال : تدفق الهجرة اليهودية، تزايد المستوطنات، تزايد الاستثمارات اليهودية،وكذلك تنوعت الامتيازات التي كانت سلطات الانتداب تقدمها للصهاينة بما فيها توليها مسؤولية قمع المقاومة الفلسطينية .
موقف الفلسطينيين من الانتداب و التمركز الصهيوني :
اقتصرت ردود الفعل الفلسطينية في البداية على مقاومة الاستيطان الصهيوني و بعدما تأكد دعم الانتداب له توسعت المقاومة الفلسطينية لتطال الاستعمار الانجليزي ومرت من مقاومة سياسية إلى مقاومة مسلحة وتعتبر ثورة البراق1929 و ثورة عز الدين القسام1935 و الثورة الفلسطينية الكبرى1936- 1939 أهم نماذجها، و كانت بريطانيا تواجه هذه المقاومة بمختلف أشكال القمع العسكري عن طريق قواتها أو الميلشيات العسكرية اليهودية (الهاغانا) ، و الإداري ن طريق إصدار كتب بيضاء تتناور فيها على طموحات الفلسطينيين للتخفيف من مفعول مقاومتهم، و في إطار الكتاب الأبيض لسنة1939 قررت بريطانيا تقسيم فلسطين إلى دولتين، و على هذا الوضع ضلت القضية الفلسطينية إلى ظروف قيام ح.ع.2 لتدخل بعدها منعطفات جديدة .
القضية الفلسطينية
و الصراع العربي الصهيوني
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت القضية الفلسطينية منعطفا جديدا تمثل في الإعلان عن قيام الدولة الصهيونية مباشرة بعد إعلان بريطانيا نيتها إنهاء الانتداب، و أدى عدم التزام الصهاينة بالحدود الأممية و توسعاتها خارجها إلى تحول القضية الفلسطينية إلى صراع عربي صهيوني مر بثلاث مراحل :
مرحلة الصراع العسكري1948- 1973 خاض خلالها العرب عدة حروب ضد إسرائيل( حرب1948، العدوان الثلاثي1956- حرب يونيو1967 والتي استكمل فيها الصهاينة احتلال فلسطين و حرب 1973 )
مرحلة الصراع السياسي1973-1991 تميزت هذه المرحلة بانطلاق المفاوضات بدأ من المفاوضات المصرية الصهيونية "كامب ديفيد" 1979،و انتهاء بمؤتمر مدريد للسلام 1991 برعاية أمريكية و روسية و خلال هذه المرحلة اجتاح الصهاينة جنوب لبنان و اندلعت انتفاضة أطفال الحجارة .

المرحلة الثالثة همت التطورات بعد مؤتمر مدريد بما فيها اتفاق "أسلو" للحكم الذاتي، وفات "ياسر عرفات"2004، نجاح "حركة المقاومة الإسلامية حماس" في الانتخابات .....العالم غداة الحرب العالمية الأولى
النتائج السياسية للحرب العالمية الأولى
تتلخص التحولات السياسية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية في مقررات مؤتمر الصلح بباريس (1919).
فرض معاهدات على الدول المنهزمة تضمنت إجراءات قاصية : ترابية، عسكرية، سياسية و مالية و كانت شروط فرساي على ألمانيا الأشد قسوة. و بشكل عام أبقت هذه المعاهدات على التوتر في العلاقات الدولية طيلة فترة ما بين الحربين ودلك باضطراب الأوضاع السياسية و كذا قيام الدكتاتوريات و اشتداد الحركات التحررية في المستعمرات. وكذلك نتج عن تطبيق معاهدات الصلح اختفاء الإمبراطوريات الأربع (ألمانيا، روسيا، النمسا، الدولة العثمانية) وقامت على أنقاضها دول جديدة(دول البلطيق، بولونيا، هنغاريا...) وتوسعت أخرى مثل رومانيا .
تشكيل عصبة الأمم ( 1920 ) كمنظمة دولية لحفظ السلام العالمي، غير أنها فشلت لان السلام الذي تدافع عنه غير عادل و لغياب القوى الكبرى عنها، فضلت جهازا لخدمة المصالح الفرنسية البريطانية مما زاد من توتر الوضع الدولي فيما بين الحربين .
النتائج الاقتصادية للحرب العالمية الأولى
بفعل تحول أوربا من اقتصاد السلم إلى اقتصاد الحرب تراجع إنتاجها و تم تدمير بنيتها الاقتصادية، فزاد طلبها على الإنتاج العالمي خاصة الأمريكي و تفاقمت نفقاتها الحربية و ارتفعت مديونيتها مما ساهم في فقدانها لمركز الصدارة على الاقتصاد العالمي والذي تحول إلى خارج أوربا خاصة الولايات المتحدة وبشكل اقل اليابان، و هكذا وجدت أوربا نفسها بد الحرب في أزمة اقتصادية ومالية خانقة(صعوبة التحول من جديد إلى اقتصاد السلم : التضخم و المديونية).
الثورة الروسية و أزمات الديمقراطية اللبرالية
أسباب اندلاع الثورة الروسية
التباين الطبقي الكبير في المجتمع الروسي/ الأزمة الاجتماعية الخانقة/ تشبث القياصرة الروس بالحكم الاستبدادي و مناهضة أي تغيير/ مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى كان السبب المباشر في اندلاع الثورة .
كيف اندلعت الثورة و ما مراحلها؟
بدأت الثورة عندما تورطت روسيا في ح.ع.1 على شكل مظاهرات في العاصمة" بيتر وكراد "
في مرحلتها الأولى أسقطت الحكم القيصري باستقالة "نيقولا2" وشكلت حكومة مؤقتة برجوازية(ثورة فبراير )
في مرحلتها الثانية أوصلت البلاشفة إلى الحكم بقيادة "لنين"(ثورة أكتوبر) ، و بوصولهم إلى الحكم شرع البلاشفة الذين يمثلون السلطة السوفييتية في تطبيق مبادئ النظام الاشتراكي عن طريق إقرار الملكية الجماعية، كما انسحبت روسيا من ح.ع.1 بعد توقيع الصلح مع ألمانيا، رغم ما ضحت به من أراضي (دول البلطيق)
الصعوبات التي واجهت الثورة
صعوبات سكرية
تمثلت في الثورة المضادة بقيادة أنصار النظام الإقطاعي(رجال الدين، كبار ضباط الجيش القيصري) بدعم من القوى الرأسمالية. واجهها البلاشفة بسياسة شيوعية الحرب على شكل إجراءات سياسية (تنظيم روسيا في إطار جمهوري)، اقتصادية(مصادرة فائض الإنتاج، الانتقال من دكتاتورية الشعب إلى دكتاتورية الحزب الواحد) وعسكرية (تنظيم و تشكيل الجيش الأحمر بقيادة "ترو تسكي")
و بهذه الإجراءات حسم البلاشفة الحرب الأهلية لصالحهم .
صعوبات اقتصادية
تمثلت في استفحال تأزم أوضاع روسيا مما زاد من صعوبة تطبيق الاشتراكية، فاضطر البلاشفة إلي السياسة الاقتصادية الجديدة(النيب) عن طريق التخلي عن البادئ الاشتراكية و استبدالها بمبادئ لبرالية لازالت مظاهر الأزمة و تهيئ الظرف المناسب للتطبيق الشامل لمبادئ الاشتراكية .
سياسة التخطيط و إرساء دعائم النظام الاشتراكي السوفيتي :
مند 1928 و بعدما نجح "ستالين" في إقصاء معارضيه و على رأسهم "ترو تسكي" تبنى الاتحاد السوفيتي(1922) سياسة التخطيط الخماسي الذي تميز بإعطاء الأولوية للصناعات الثقيلة على حساب باقي القطاعات، و باحتكار الدولة و سيطرت أجهزتها الإدارية التي كانت تحت قبضة الحزب الشيوعي، كما نظمت خلالها الفلاحة في إطار الملكية الجماعية داخل الكولخوزات(ضيعات تعاونية) و السوفخوزات (ضيعات في ملكية الدولة). ورغم سلبياتها استطاع التخطيط الخماسي أن يحول الاتحاد السوفيتي في ظرف وجيز إلى قوة عظمى الى حدود1939 .
أزمات الديمقراطيات اللبرالية فيما بين الحربين :
نموذج ايطاليا:
الأزمة السياسية : اتسمت ملكيتها بالضعف و خابت آمالها من نتائج مؤتمر الصلح التي لم تستجب لأطماعها التوسعية، و بدأت تظهر فيها تيارات متطرفة استهدفت الوصول إلي الحكم بالعنف يسارية(الحزب الشيوعي) و يمينية (الحزب الفاشي ).
الاقتصادية و الاجتماعية : تدهورت أوضاع الفلاحين بفعل ارتفاع الأسعار و نقص المواد الغذائية كما تأزمت أوضاع البرجوازية بفعل نقص المواد الأولية و مصادر الطاقة .
كانت هذه الظروف ملائمة لاستغلالها من طرف الحزب الفاشي بقيادة "موسوليني" للوصول إلى الحكم و تطبيق النظام الديك 1929 .
نموذج فرنسا :
رغم خروجها من ح.ع.1 منتصرة و استفادتها من مقررات مؤتمر الصلح فان فرنسا بدورها دخلت في ما بين الحربين في أزمات منها ما هم نظامها السياسي كديمقراطية لبرالية وما تعلق بأوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية من تضخم مالي و ركود اقتصادي و بطالة و ارتفاع الأسعار و المديونية...غير أنها و على عكس ايطاليا تجاوزت أزماتها بشكل ديمقراطي .

أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929
أسباب و ظروف انطلاق الأزمة العالمية الكبرى من و.م.أ و مظاهرها :
غداة الحرب العالمية الأولى دخلت و.م.أ في فترة ازدهار اقتصادي كبير تجلت مظاهره في ارتفاع كبير في الإنتاج الصناعي بفعل تطور الإنتاجية مما أدى إلى ارتفاع الدخل الفردي و القدرة الشرائية. غير انه ازدهار نسبي لأنه كان قائما على الدور الكبير للأبناك بقروضها الإنتاجية و الاستهلاكية و على خلل كبير بين العرض و الطلب مما أكد أن الازدهار الأمريكي المزعوم كان ينطوي على بوادر أزمة .
انطلاق الأزمة و مظاهرها في و.م.أ : بفعل تراجع الاستهلاك و فائض الإنتاج، اتجهت الأسعار و الأرباح إلى الانخفاض فبدا الشك يذب في نفوس المساهمين، فانطلقت الأزمة مالية في 24 اكتوبر1929 من بورصة "وولستريت" عندما انهارت بشكل كبير أسعار الأسهم و تراجعت عن قيمتها الحقيقية، مما أدى إلى تضرر و إفلاس الأبناك. ثم ألقت الأزمة بضلالها على باقي المجالات، حيث تحولت إلى أزمة اقتصادية بإفلاس الشركات ثم أزمة اجتماعية بارتفاع البطالة و انهيار القدرة الشرائية، لتعم الأزمة المجال السياسي بتحميل الحزب الجمهوري المسؤولية في شخص الرئيس "هوفر ".
انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي و المستمرات :
ففي العالم الرأسمالي انتشرت الأزمة بسبب ارتباطه بالرأسمال الأمريكي من خلال القروض، المساعدات و الاستثمارات، و التي ما ان قامت الولايات المتحدة بسحبها حتى أدت إلى انتشار الأزمة خاصة في أوربا .
و في المستعمرات ترجع أسباب انتشار الأزمة إلى تبعيتها الاقتصادية و إلى انخفاض أسعار المواد الأولية التي هي أساس اقتصادياتها، مما انعكس سلبا على أوضاعها حيث خضعت لاستغلال استعماري مكثف .
و اتخذت الأزمة في بقية العالم الرأسمالي نفس المظاهر التي اتخذتها في و.م.أ : انخفاض الإنتاج الصناعي، تدهور التجارة الخارجية، ارتفاع نسبة البطالة و انهيار كبير لأسعار بعض المواد الأولية .
أساليب مواجهة أزمة العالم الرأسمالي :
رجوع البلدان الرأسمالية إلى نهج نظام الحمائية مما ساهم في تكثيف استغلال المستعمرات. / اتجاه بعض الدول الرأسمالية الدكتاتورية إلى تبني سياسات توسعية لمواجهة الأزمة .
على عكس الدكتاتوريات تبنت الديمقراطيات حلولا مرنة لمواجهة الأزمة، و تعتبر و.م.أ نموذجا من خلال الخطة الجديدة للرئيس "روزفلت" : و هي مجموعة من الإجراءات على شكل قوانين لمواجهة مظاهر الأزمة، منها ما هو اقتصادي و ما هو اجتماعي، أعطت نتائج ايجابية لكنها محدودة بسبب معارضة الرأسماليين لها .
الحرب العالمية الثانية
1939- 1945
أسباب الرب العالمية الثانية :
دور معاهدات مؤتمر الصلح التي أججت روح الانتقام لدى الدول التي فرضت عليها خاصة ألمانيا/ شروع ألمانيا في تكسير قيود فرساي بإعادة التجنيد الإجباري لتقوية الجيش و استرجاع إقليم "السار" و تسليح "الراين " / أزمت 1929 و مساهمتها في استمرار التوتر في العلاقات الدولية حيث نشأت في إطارها أنظمة دكتاتورية : فبالإضافة إلى ايطاليا الفاشية منذ 1922 نشأت اليابان العسكرية 1930 و ألمانيا النازية 1933/ اتجاه الدكتاتوريات إلى التوسع لحل أزماتها مستغلة سياسة التحالفات (محور روما، برلين، طوكيو) و هكذا دشنت اليابان توسعها في الصين باحتلال إقليم "منشوريا"1931 و توسع ايطاليا في إثيوبيا 1939 و احتلال ألمانيا للنمسا 1938 ثم تشيكوسلوفاكيا 1939 و شكل غزو ألمانيا لبولونيا السبب المباشر في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
مراحل الحرب العالمية الثانية :
المرحلة الأولى 1939 - 1942 :
تميزت بالانتصارات الكبيرة لدول المحور سواء في أروبا و شمال إفريقيا أو في الشرق الأقصى و المحيط الهادي .
المرحلة الثانية 1942 – 1945:
تميزت بتحول موازين القوى لصالح الحلفاء بعد انضمام و.م.أ إليهم، فبدأت الهجمات السوفياتية من الشرق فحررت بلدان أروبا الشرقية في وقت كانت فيه الدول الحليفة الغربية تحرر أراضي غرب أوربا خاصة فرنسا و تزحف نحو قلب ألمانيا لتفرض هذه الهجمات استسلام ألمانيا في مايو 1945 بعد انتحار "هتلر"، و في الشرق الأقصى استمرت المقاومة اليابانية للهجمات الأمريكية إلى أن ألقت و.م.أ القنبلتين النوويتين على هيروشيما و نكزاكي في غشت 1945 فاستسلمت اليابان و بدلك انتصار الحلفاء .
النتائج الاقتصادية و الاجتماعية للحرب العالمية الثانية :
النتائج الاقتصادية : دمرت الحرب البنية الإنتاجية لأروبا و أدت إلى تدهور إنتاجها الاقتصادي و تأزمت أوضاعها المالية بسبب تفاقم نفقات الحرب و انتشار التضخم و في المقابل تعززت القوة الاقتصادية للولايات المتحدة .
النتائج الاجتماعية : أفرزت الحرب وضعا منهارا بسبب الخسائر البشرية و انهيار القدرات الشرائية و ازدياد حدة البؤس و البطالة
و في إطار مقاومتها للمد الاشتراكي بادرت و.م.أ إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة مخلفات الحرب الاقتصادية و الاجتماعية، منها "خطة مارشال" و إنشاء "هيئة الإغاثة و التعمير" التابعة للأمم المتحدة .

نظام القطبية الثنائية
السياق التاريخي لظهور نظام القطبية الثنائية في السياسة العالمية :
شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية بنتائجها السياسية إطارا جديدا لدخول العلاقات الدولية منعطفا جديدا من تطورها، ففي ظل إفراز الحرب الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة كقوتين عظميين متعارضتين، وفي ظل ظهور الأمم المتحدة كهيئة دولية لحفظ السلام العالمي، و في ظل هذه المستجدات كانت السياسة الدولية تتجه إلى الانقسام إلى معسكرين- اشتراكي و رأسمالي -
ترجع أسباب انقسام العالم إلى معسكرين، إلى توسع مجال النفوذ الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي و معارضة الولايات المتحدة له، لذلك أعلنت دعمها للبلدان الحرة و في هذا الإطار اندرج مشروع "مارشال ".
مظاهر نظام القطبية الثنائية :
الحرب الباردة الأولى (1945- 1953)
و تطلق على التوتر الحاد الذي طبع العلاقات بين المعسكرين منذ نهاية ح.ع.2 إلى مطلع 50 th من القرن 20 :
القطيعة السياسية التي دل عليها قرار"ترومان" بالتصدي للمد الاشتراكي و رد الاتحاد السوفياتي بإنشاء "الكومنفورم "
القطيعة الاقتصادية: مشروع "مارشال" ضد منظمة "الكومنفورم"مجلس التعاون الاقتصادي بين بلدان أروبا الشرقية و الاتحاد السوفياتي
تشكيل الأحلاف العسكرية: إنشاء حلف "وارسو" 1955 كرد فعل على إنشاء "الناتو "
التسابق نحو التسلح و امتلاك كل منهما أسلحة الدمار الشامل .
اندلاع أزمات على شكل حروب غير مباشرة كانت تواجهها كل من الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة في إطار سباقهما على مناطق النفوذ و منها : أزمة "برلين الأولى" التي تجلت في تقسيم ألمانيا إلى غربية رأسمالية 1945 و شرقية اشتراكية 1948، وأزمة كوريا التي انتهت بتقسيم شبه الجزيرة إلى دولتين .
التعايش السلمي (1953- 1975)
و يعتبر المظهر الثاني في نظام القطبية الثنائية و يعني دخول المعسكرين مرحلة التعايش بينهما، و مهدت لذلك ظروف جديدة منها إنهاء الأزمة الكورية بشكل سلمي و اقتناع القادة الجدد للعظميين"إيزنهاور و خروتشوف" بإمكانية التعايش، و تمظهر تعايشهما من خلال عودتهما إلى تبادل الزيارات أدى إلى إنهاء القطيعة السياسية و عقد اتفاقيات للنزع الجزئي للأسلحة "اتفاقية سالت" غير أن تعايشهما كان محدودا مادامت مواجهاتهما استمرت في مجموعة من الأزمات(برلين الثانية، كوبا و الفيتنام ).
الحرب الباردة الثانية(1975- 1990)
شكلت المظهر الثاني لنظام القطبية الثنائية و تميزت بعودة التوتر إلى العلاقات بين المعسكرين و الذي تجلت في عودتهما إلى الصراع حول مناطق النفوذ من خلال دعمهما للحركات الثورية في العالم الثالث، و عودتهما إلى التسابق نحو التسلح و خاصة التسلح الفضائي .
تصفية الاستعمار و بروز العالم الثالث
ظروف تصفية الاستعمار :
خروج اكبر القوى الاستعمارية منهارة من الحرب العلمية الثانية . / تسابق الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة على مناطق النفوذ . / إدانة الأمم المتحدة للاستعمار و إعلان حق الشعوب في تقرير مصيرها .
مراحل تصفية الاستعمار :
في آسيا :
تعتبر الهند و الهند الصينية نموذجين في آسيا حيث استقلت الهند من الاستعمار البريطاني1947 بقيادة "غاندي" و مقامته السلمي و انقسمت إلى مجموعة من الدول، و استقلت الفيتنام عن الاستعمار الفرنسي1954 و تحولت إلى أزمة دولية .
في إفريقيا :
تأخر استقلال معظم دولها إلى عقد الستينات من ق.20 و يعتبر "سيكوتوري" الغيني و " باتريس لومومبا" الكونغولي من ابرز قادة حركاتها التحررية .
العالم الثالث و حركة عدم الانحياز :
بعدما توسعت موجة التحرر في العالم، وجدت الدول المستقلة نفسها أمام مشاكل التخلف و الفقر و الجوع و الصراعات السياسية و التربص بها من طرف العظميين، لذلك قررت أن تتخذ موقفا محايدا من الصراع بين المعسكرين لتنصب جهودها على مواجهة مشاكل التنمية و في هذا الإطار جاء ميلاد حركة عدم الانحياز كقطب ثالث في السياسة الدولية، وضعت نواتها في مؤتمر "باندونغ" في اندونيسيا1955 و عقدت أول مؤتمر لها في بلغراد 1961 و يعتبر "نيهرو"،"جمال عبد الناصر" و" تيتو" ابرز قادتها .
الجهود المبذولة لمواجهة مشاكل العالم الثالث :
نهج سياسة الثورة الخضراء لتحقيق الأمن الغذائي / إتباع سياسة التصنيع مما حول بعض دوله إلى صناعية جديدة كالصين و البرازيل. / مواجهة الانفجار الحضري الذي افرزه التمدين السريع و العشوائي . / الشروع في تطبيق جنوب جنوب عن طريق اتحاد قرارات حاسمة كحضر تصدير البترول و إحداث صناديق التموين ...
غير أن هذه الجهود تظل محدودة ما دامت الهوة تتسع بين الشمال و الجنوب ولم تستطع تحقيق حضور في مشاكل العالم الثالث التي بقيت في أيدي القوى الكبرى .

النظام العالمي الجديد و القطبية الأحادية
اندثار المعسكر الاشتراكي :
ترجع أسبابه إلى سلبيات النظام السوفياتي سياسيا و اقتصاديا، و تتمثل في الإصلاحات الكرباتشوفية( كلاسنوس) التي استهدفت تقوية الديمقراطية في البلاد و الاقتصاد(البيرسترويكا) التي استهدفت إعادة البناء الاقتصادي و الاجتماعي، وانتقل التأثر إلى بلدان أروبا الشرقية مما أفضى و في ظرف وجيز إلى نهاية المعسكر الاشتراكي و ظهور دول جديدة مستقلة عنه و توحيد ألمانيا و انتقال دول أروبا تدريجيا إلى اللبرالية .
ملامح النظام العالمي الجديد :
تكريس الهيمنة الأمريكية/ تزايد الطلب على خدمات الأمم المتحدة في ظل هيمنة مجلس الأمن عليها و المشاكل المالية/ ظهور انشغالات دولية جيدة(التحولات الديمقراطية، حقوق الإنسان، مشاكل البيئة و الأمراض المعاصرة...)/ بروز التكتلات الاقتصادية حيث أصبح الاقتصاد العنصر الأساسي في العلاقات الدولية حل محل القوة العسكرية .
وسال هيمنة القطبية الأحادية :
التدخلات العسكرية/ نهج سياسة عزل الدول و فرض العقوبات و المقاطعة./ هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات و اعتماد تكنولوجيا المعلومات(العولمة).
المغرب تحت نظام الحماية
السياق التاريخي لفرض الحماية :
ترتبط بتفاقم اضطرابات البلاد في بداية ق.20 في فعهد السلطانين "عبد العزيز" و عبد الحفيظ"، حيث اشتدت الأزمة المالية بفعل تفاقم القروض و فشل الإصلاحات الضريبة (ضريبة الترتيب) وسادت الثورات و التمردات (بوحمارة و الريسوني) كما اشتد التنافس الامبريالي على المغرب و قدت بشأنه القوى الاستعمارية مجموعة من التسويات أهمها (الاتفاق الودي 1904، مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906، التسوية الفرنسية الالمانية1911).
دور مؤتمر الجزيرة الخضراء في التمهيد لاستعمار المغرب :
انعقد سنة 1906م بعد انضمام ألمانيا إلى الصراع الامبريالي بهدف تدويل القضية المغربية، و اتخذ قرارات خصت فرنسا و اسبانيا بأكبر الامتيازات ت منها إنشاء بنك مركزي تحت إشراف فرنسا، الإشراف على المراسي، إنشاء الشرطة. وبذلك يكون المؤتمر قد أنهى التدويل السياسي للقضية المغربية و أبقى على تدويلها الاقتصادي بقراره حول الحرية الاقتصادية و مساواة كل الدول الاستعمارية فيها، كما مهد لوضع طنجة تحت الاستعمار الدولي .
الحماية من خلال بعض بنودها :
يتضح من بنود اتفاقية الحماية 30 مارس1912 أنها استعمار محض أنبنى على الإدارة الغير المباشرة حيث أبقى على عناصر النظام التقليدي ووظفتها لخدمة المصالح الاستعمارية، ومن أهم ما يؤكد كونها شكلا استعماريا جديدا : دفاعها عن الإصلاحات التي تخدم المصالح الاستعمارية . / استغلال شخص السلطان لخدمة المصالح الاستعمارية سواء بمساعدته فرنسا على تحقيق الغزو العسكري أو بإصدار الظهائر . / أصبح المقيم العام بموجب الحماية هو السلطان الحقيقي يصادق على أوامر السلطان كما يمثل المغرب في سياسته الخارجية .
و بموجب عقد الحماية فقد المغرب رسميا استقلاله و أصبح خاضعا لاستعمار ثلاثي فرنسي- اسباني و دولي ورغم أن السلطان احتفظ به و بممثليه في المناطق الثلاث، فانه فقد كل اختصاصاته و صلاحياته و سخر لخدمة الأهداف الاستعمارية .
مميزات التنظيم السياسي و الإداري في المغرب خلال الاستعمار :
اختارت فرنسا لتسهيل غزو المغرب و إخضاعه للاستغلال الاقتصادي، أسلوب الإدارة الغير المباشرة (الحماية) فأبقت على كل إدارات المخزن المغربي مركزيا، إقليميا و محليا ووضعتها تحت إشراف و مراقبة الإدارات الاستعمارية .
الاستغلال الاستعماري للمغرب
الآليات، المظاهر، الآثار
الآليات :
الغزو العسكري الذي دام 22 سنة (1912- 1934) بسبب عنف المقاومة. / توظيف العيان الكبار في إطار السياسة الأهلية و في مقدمتهم "الكلاوي". / الاستيلاء على أخصب الأراضي المخزنية الجماعية و الخاصة عن طريق الظهائر و إرغام المغاربة على البيع و المصادرة . / استخدام الإدارة الاستعمارية التي استحدثت بجانب الإدارة المغربية في ظل نظام الحماية. / النظام التعليمي الفرنسي الذي عمِل على طمس الهوية الوطنية و على تكوين نخبة يمكن استغلالها .
المظاهر :
اتخذ الاستغلال الاستعماري للمغرب في عهد الحماية عدة أشكال :
فمن جهة استغل الاستعمار المغاربة كعنصر بشري في إنشاء مختلف التجهيزات و البنيات التحتية الاستعمارية . / تزايد عدد المستوطنين الفرنسيين و الأسبان كمعمرين لاستغلال ثروات البلاد . / ومن الناحية المالية لعب أصحاب رؤوس الأموال الدور الأساس في استغلال المغرب على شكل شركات منها شركة "امونيوم شمال إفريقيا و ابناك وفي مقدمتها "بنك باريس و الأراضي المنخفضة . / تزايد الاستثمارات الاستعمارية و انصبت بالخصوص على القطاعات الفلاحية العقارية و المنجمية، ففي الفلاحة اتجه اهتمام الاستغلال الاستعماري نحو الزراعات التسويقية بينما اقتصرت الاستثمارات الصناعية صناعات خفيفة استهلاكية و ارتفعت قيمة الاستثمارات بشكل كبير غداة ح.ع.2 . / كما عمل الاستعمار على الاستغلال المغاربة في إطار نظامه الضريبي سواء في البوادي (ضريبة الترتيب) أو في المدن (الضريبة الحضرية، ومختلف الرسوم البلدية)
الآثار :
في البوادي :
عمل الاستعمار على تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية حيث قضى على الملكية الجماعية و عزز الملكية الفردية، فتحول عدد من الفلاحين مجرد عمال زراعيين و نتج عن تشجيع الاستعمار للفلاحة العصرية و ظهور قطاع عصري رأسمالي مناقض للقطاع المعاشي التقليدي ، و اجتماعيا ساهم الاستعمار في تفقير المغاربة و الزج بهم في سلسلة من المجاعات، و بسبب سوء أوضاعهم اندفع عدد من السكان نحو المدن. و هكذا عمل الاستعمار على إدماج المغرب تدريجيا في النظام الاقتصادي العالمي .
في المدن.:
بدأت ترتفع وتيرة التمدين و تتوسع أحياء المدن و تظهر في هوامشها أحياء الصفيح، كما بدأت تتشكل نواة الطبقة العاملة و التي ساهم استغلالها في تنظيمها على شكل اتحادات نقابية ساهمت بشكل فعال في الحركة الوطنية، كما تكونت في المدن الطبقة البرجوازية التي أنتجت بدورها رجالات الحركة الوطنية .
المغرب
الكفاح من اجل الاستقلال
ظروف نشأة الحركة الوطنية :
داخلية تمثلت في انهزام المقاومة المسلحة، الاستغلال الاستعماري المكثف و اثر الأزمة الاقتصادية، صدور الظهير البربري، ظهور الحركة السلفية، و خارجية تمثلت في التأثر بالحركات التحررية بالمشرق العربي و آسيا، و تعتبر الجمعيات و المدارس و المجلات و الجراد و الأحزاب أهم وسال عملها، و تمثل "كتلة العمل الوطني" أول تنظيم سياسي للحركة الوطنية في 30 th بقيادة علال الفاسي، انقسمت إلى قسمين: الأول سلفي(الحزب الوطني بقيادة علال الفاسي، وحزب الوحدة المغربية بقيادة المكي الناصري) و الآخر لبرالي(حزب الحركة القومية بقيادة محمد حسن الوزاني، وحزب الإصلاح الوطني بقيادة عبد الخالق الطريس ).
مطالب الحركة الوطنية :
ففي الثلاثينات كانت الحركة الوطنية معتدلة إصلاحية اكتفت بالمطالبة برفع مذكرات مطالب إلى سلطات الحماية لإصلاح نظام الحماية بما يخدم مصلحة المغاربة .
و ما بين 1939- 1956 تطورت المقاومة السياسية بفعل(إحداث بوفكران1937، حملات نفي و اعتقال بعض قادة الحركة الوطنية،تأسيس اتحاد النقابات 1943،تأسيس أحزاب وطنية جديدة،لقاء انفا1943،اندلاع ح.ع.2 و الاجتياح النازي لفرنسا، تأسيس جامعة الدول العربية1945، إعلان حق الشعوب في تقرير مصيرها1941، و ارتفعت إلى مستوى المطالبة بالاستقلال رغم سياسة القمع الاستعمارية، واستمرار عداء كبار الأعيان، ومنذ مطلع الخمسينات بدأت تظهر المقاومة المسلحة من جديد إلى جانب العمل السياسي خاصة بعد نفي محمد5 ، و أمام عنف المقاومة و دعم البلدان الإسلامية اضطرت سلطات الاستعمار إلى إجراء مفاوضات مع المغرب ( x ليبان، سان كلود) توجت بالاعتراف رسميا باستقلال المغرب 2 مارس1956 .
الجزائر، تونس و ليبيا
ظروف نشأة الحركات الوطنية :
الغزو و آثار الاستغلال الاستعماريين، التأثر بحب الريف التحررية بقيادة "الخطابي"، اثر مؤتمر الصلح بباريس/ و تشابه البلدان الثلاث خاصة الجزائر و تونس مع المغرب حيث انقسمت النخبة الوطنية إلى زعماء سلفيين و آخرين لبراليين، ففي الجزائر تأسست "كتلة المنتخبين المسلمين" كأول تنظيم سياسي بقيادة كل من "الأمير خالد" "عبد الحميد باديس" ثم تطور التنظيم بظهور نخبة من الشباب منهم "فرحت عباس"و"مصالي الحاج" مؤسس "حزب نجمة إفريقيا" الذي تحول إلى"حزب الشعب الجزائري"،/ و في تونس اعتبر "الحزب الدستوري" أول تنظيم سياسي وطني بقيادة "عبد العزيز الثعالبي" ثم "الحزب الدستوري الجديد" بقيادة "الحبيب بورقيبة"،/ أما ليبيا فإنها تعتبر استثناء لان حركتها الوطنية ظلت منذ البداية مسلحة سواء بقيادة "الحركة السنوسية" أو من بعدها بقيادة "عمر المختار ".
مطالب الحركات الوطنية :
كانت الحركة الوطنية التونسية و الجزائرية فيما بين الحربين معتدلة حيث قامت على المطالبة بالاصلاحات، و على غرار المغرب ساهمت الأوضاع الدولية الجديد المرتبطة بالحرب العالمية الثانية في اتجاه الحركة الوطنية التونسية و الجزائرية إلى مرحلة النضال من اجل الاستقلال سواء بالعمل السياسي أو المقاومة المسلحة، ففي تونس قدم الحزب الدستوري الجديد وثيقة المطالبة بالاستقلال و أمام رفض سلطات الحماية تطور العمل الوطني الذي إنضاف إليه الكفاح المسلح، فدخلت فرنسا في مفاوضات مع الوطنيين انتهت بالاعتراف بالاستقلال مباشرة بعد استقلال المغرب، و في الجزائر استمر القمع بعد أن قدم "حزب الشعب الجزائري" مذكرة المطالبة بالاستقلال، فانطلقت ثورة المليون شهيد التي قادتها "جبهة التحرير الوطني" منذ1954 و دخلت في مواجهات مع الفرنسيين توجت باعتراف مفاوضات "افيان" باستقلال البلاد1962./أما ليبيا كان اتجاهها نحو الاستقلال بفعل التطورات الدولية المرتبطة بالحرب العالمية الثانية، فبعد استسلام ايطاليا تحولت إلى منطقة نفوذ الحلفاء إلى أن قررت الأمم المتحدة الاعتراف باستقلالها 1952 على شكل مملكة بقيادة الأسرة السنوسية و ضلت ليبيا تستغل من طرف الشركات المتعددة الجنسيات إلى أن نجحت ثورة الفاتح1شتنبر1969 .
سقوط الإمبراطورية العثمانية
و توغل الاستعمار في المشرق العربي
أسباب سقوط الدولة العثمانية :
إلى حدود بداية القرن 20 تفاقمت أوضاع الدولة العثمانية مما عرضها تدريجيا إلى الاندثار :
أسباب داخلية : ضعف حكم السلاطين و عجز القوميين الأتراك على حماية إطراف البلاد، تفاقم الأزمة المالية و تزايد الديون و اشتداد الاضطرابات في الولايات و ارتفاع الروح القومية لدى العرب التي أججتها سياسة التتريك .
أسباب خارجية : تتمثل في اشتداد الضغط و التنافس الامبريالي على ممتلكات العثمانيين .
وسائل و مراحل التوغل الاستعماري في المشرق العربي :
شكلت ظروف الحرب العالمية الأولى الظرف الملائم الاستكمال التوغل الاستعماري في المشرق العربي، فقد اندلعت الحرب التي شاركت الدولة العثمانية خلالها إلى جانب التحالف الثلاثي، بدأ بريطانيا في استغلال الشعور القومي العربي بالدفع بهم للقيام بالثورة ضد الأتراك، فبع مجموعة من المراسلات بين الممثل الانجليزي و الشريف الحسين نجحت بريطانيا في استغلال القومية العربية من خلال وودها بإقامة دولة عربية موحدة في المشرق و مستقلة عن الأتراك مقابل ان يعلن العرب الثورة على الأتراك و ان يدعموا بريطانيا في الحرب و هذا ما سمي بالثورة العربية سنة 1916
و بينما كان العرب يحاربون إلى جانب بريطانيا و يمهدون لها الطريق لاحتلال ما تبقى من المشرق، كانت انجلترا تقوم بمناورات سرية مع حلفائها، فوقعت مع كل من فرنسا و روسيا اتفاقية "سايكس بيكو" 1916 و تتويجا لتحالفها مع الصهيونية أصدرت وعد بلفور1917 الذي التزمت فيه بدعم اليهود لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين .
و بعد نهاية الحرب تم تجزئ المشرق الربي بين الانتدابين الفرنسي في سوريا و لبنان و البريطاني في العراق، شرق الأردن وفلسطين، و أصبح الاستعمار رسميا بتوقيع معاهدة سيفر1920 و باعتراف عصبة الأمم و هكذا دخلت منطقة المشرق العربي مرحلة التجزئة و مواجهة الصهيونية .
وبالنسبة لتركيا فقد أدت نهاية الحرب العالمية الأولى إلى اندثار شكلها العثماني بعد معاهدتي سيفر1920 و لوزان1923، حيث نشأة تركيا الحديثة بقيادة مصطفي كمال أتاتورك و الغية الخلافة العثمانية .
الانتدابين الفرنسي و البريطاني على المشرق العربي و نتائجهما :
تجلت أثار الانتدابين الفرنسي و البريطاني على المشرق العربي في إخضاعه لمختلف إشكال الاستغلال الاستعماري، ومنها تحول الانتداب إلى استعمار مباشر و الاستغلال الاقتصادي و المالي و التجزيء الذي تعرضت له المنطقة، فضلا عن توطين الكيان الصهيوني بفلسطين لخدمة الامبريالية .
وواجهت كلا الانتدابين مجموعة من الثورات في العراق، سوريا وفلسطين استمرت في رفضها للانتداب و الصهيونية إلى قيام ح.ع.2 .
الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي
التطورات السياسية للمشرق العربي في النصف الأول من ق.20 :
التمركز الاستعماري الذي أخد شكلي الانتداب و الحماية، اندلاع مقاومات مثل الثورة المصرية1919 و الثورة الفلسطينية الكبرى، تناور الاستعمار على المقاومة العربية بتقديم وعود و استقلالات شكلية لبعض البلدان(مصر1922، العراق1932 ).
التطورات السياسية للمشرق العربي بعد ح.ع.2 :
اشتداد التمركز الامبريالي الذي انضافت إليه الولايات المتحدة و الذي تمحور حول النفط، تنافس العظميين على المنطقة،/ في ظل هذه الأوضاع اتجهت بلدان المشرق العربي نحو الاستقلال تدريجيا(1946 استقلال سوريا، لبنان و الأردن- 1952 استقلال مصر بفضل ثورة الضباط الأحرار- 1957 استقلال اليمن الجنوبي ثم الشمالي- 1971 استقلال كل من الإمارات، قطر، عمان، البحرين- 1961 استقلال الكويت) أما السعودية فقد تأسست سنة1932 .
القضية الفلسطينية جذورها و أشكال التمركز الصهيوني
جذور القضية الفلسطينية :
ارتبطت نشأة الصهيونية كحركة سياسية قامت على المبدأين القومي و الديني عن طريق استغلال اليهودية كديانة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.و يعتبر "هرتزل" اكبر أقطابها، نشأة في مدينة "بال"1897 عندما انعقد أول مؤتمر صهيوني و أعلن عن تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية بمختلف أجهزتها كأداة للتهييء للحلم الصهيوني، وتقوت الحركة باستفادتها من التحالف مع الامبريالية و الذي تجسد في ظروف ح.ع.1 بإصدار وعد بلفور، كما استفادت لتحقيق أهدافها من الانتداب البريطاني على فلسطين الذي هيأ لها الشروط الملائمة للتمركز في فلسطين .
أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين :
تحت راية الانتداب البريطاني و بفعل جهود المنظمة الصهيونية العالمية اشتد التمركز الصهيوني في فلسطين في فترة ما بين الحربين واتخذ عدة أشكال : تدفق الهجرة اليهودية، تزايد المستوطنات، تزايد الاستثمارات اليهودية،وكذلك تنوعت الامتيازات التي كانت سلطات الانتداب تقدمها للصهاينة بما فيها توليها مسؤولية قمع المقاومة الفلسطينية .
موقف الفلسطينيين من الانتداب و التمركز الصهيوني :
اقتصرت ردود الفعل الفلسطينية في البداية على مقاومة الاستيطان الصهيوني و بعدما تأكد دعم الانتداب له توسعت المقاومة الفلسطينية لتطال الاستعمار الانجليزي ومرت من مقاومة سياسية إلى مقاومة مسلحة وتعتبر ثورة البراق1929 و ثورة عز الدين القسام1935 و الثورة الفلسطينية الكبرى1936- 1939 أهم نماذجها، و كانت بريطانيا تواجه هذه المقاومة بمختلف أشكال القمع العسكري عن طريق قواتها أو الميلشيات العسكرية اليهودية (الهاغانا) ، و الإداري ن طريق إصدار كتب بيضاء تتناور فيها على طموحات الفلسطينيين للتخفيف من مفعول مقاومتهم، و في إطار الكتاب الأبيض لسنة1939 قررت بريطانيا تقسيم فلسطين إلى دولتين، و على هذا الوضع ضلت القضية الفلسطينية إلى ظروف قيام ح.ع.2 لتدخل بعدها منعطفات جديدة .
القضية الفلسطينية
و الصراع العربي الصهيوني
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت القضية الفلسطينية منعطفا جديدا تمثل في الإعلان عن قيام الدولة الصهيونية مباشرة بعد إعلان بريطانيا نيتها إنهاء الانتداب، و أدى عدم التزام الصهاينة بالحدود الأممية و توسعاتها خارجها إلى تحول القضية الفلسطينية إلى صراع عربي صهيوني مر بثلاث مراحل :
مرحلة الصراع العسكري1948- 1973 خاض خلالها العرب عدة حروب ضد إسرائيل( حرب1948، العدوان الثلاثي1956- حرب يونيو1967 والتي استكمل فيها الصهاينة احتلال فلسطين و حرب 1973 )
مرحلة الصراع السياسي1973-1991 تميزت هذه المرحلة بانطلاق المفاوضات بدأ من المفاوضات المصرية الصهيونية "كامب ديفيد" 1979،و انتهاء بمؤتمر مدريد للسلام 1991 برعاية أمريكية و روسية و خلال هذه المرحلة اجتاح الصهاينة جنوب لبنان و اندلعت انتفاضة أطفال الحجارة .
المرحلة الثالثة همت التطورات بعد مؤتمر مدريد بما فيها اتفاق "أسلو" للحكم الذاتي، وفات "ياسر عرفات"2004، نجاح "حركة المقاومة الإسلامية حماس" في الانتخابات .....

ليست هناك تعليقات:

مرض السُّل

مرض السُّل: ويوجد نوعين لمرض السُّل، وهما: السُّل النشيط ، والسل الخفي . وهو من أكثر الأمراض عدوى ، ويمكن التعافي والشفاء من هذا المرض...